الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الخلافات لا تمنع الواجبات

أتعجب كثيراً من الموظف الذي يهمل واجباته الوظيفية تجاه شركته لأنه سينتقل إلى شركة أخرى ويبدأ في استهلاك إجازاته المرضية والتأخير عن مواعيد العمل وعدم إنجاز مهامه مع أن العقد والاحترافية الوظيفية يحتمان عليه الإيفاء بواجباته حتى آخر يوم عمل. أتعجب وأستهجن كذلك من الأب الذي يمتنع عن الوفاء بالتزاماته المادية والاجتماعية تجاه أطفاله بعد أن يقع الطلاق ويتهرب من مسؤولياته ويلقي بالحمل كاملاً على طليقته، فالخلاف مع زوجته السابقة لا يعني إهمال واجباته تجاه أطفاله لأنهم أكثر احتياجاً له في مثل هذه الظروف العصيبة ولعل الوفاء بالالتزامات في هذا الوقت الصعب قد يساهم في إيجاد الحلول بين الطرفين. الخلافات واردة بطبيعة الحال في العلاقات الإنسانية والوظيفية ومن حق كل طرف أن يتخذ الإجراءات المناسبة التي تنهي هذه الوضعية بالطريقة الملائمة التي تضمن له مستقبلاً أفضل ولكن لا يعني ذلك أن يمتنع الإنسان عن أداء واجباته فكما تختار راحتك وسعادتك لابد أن تفكر في حياة الآخرين ومسؤولياتك تجاههم. الامتناع عن أداء الواجبات ينفي فوراً الحصول على الحقوق بل إن الالتزام بها وقت الخلافات هو نوع من أنواع السمو والرقي الأخلاقي الذي يمكن صاحبه من كبح جماح نفسه ومراعاة حقوق الآخرين حتى في أصعب الأوقات. أخيراً: الخلافات ليست نهاية العالم ولكن لابد من التعامل معها باحترام وإنسانية من أجل إيجاد الحلول وليس تعقيدها. [email protected]