السيارات ذاتية القيادة تهدد أكثر من مليوني وظيفة في أمريكا

حذر تقرير اقتصادي حديث من اختفاء أكثر من مليوني وظيفة في غضون 30 عاماً فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة الانتشار المتوقع للسيارات والشاحنات ذاتية القيادة. وطالب التقرير السلطات الأمريكية المتخصصة باستباق الأحداث وتبني سياسات مناسبة في مجال التوظيف، محدداً عدد الوظائف المهددة بما بين 1.3 إلى 2.3 مليون وظيفة بحلول العقد الخامس من القرن الـ 21، وفقاً لصحيفة ليزيكو الفرنسية. ويهدد هذا التحول سائقي الشاحنات والحافلات وسيارات الأجرة بشكل خاص، إضافة إلى المهن المرتبطة بمؤسسات تعليم القيادة وشركات التأمين على السيارات وشرطة المرور. وسيؤدي اختفاء نحو مليوني وظيفة في غضون 30 عاماً، في بلد تصل فئته النشطة إلى 160 مليون نسمة، إلى أزمة بنصف قوة تلك المرتبطة بتراجع الإنتاج الصناعي منذ 40 عاماً في أمريكا بحسب التقرير. ويصعب توقع كل النتائج الاقتصادية لهذا التحول، إذ إن سيرورة «التدمير البنَّاء» في العادة تسبب اختفاء الكثير من الوظائف مقابل ظهور أخرى نتيجة انخفاض تكلفة النقل، «كما سيسهم ذلك في ارتفاع الطلب على النقل، ومن ثمة دعم الشركات الناشطة في القطاع والقدرة الشرائية للمستهلكين» وفقاً لإيريكا غروشين المسؤولة عن الدراسة. وفي دراسة منشورة شهر فبراير الماضي، أعربت شركة أوبر الرائدة في مجال النقل عن تفاؤلها لمستقبل سائقي الشاحنات من الوزن الثقيل، وهي الفئة المهنية الأكثر تضرراً من دخول السيارات ذاتية القيادة. وأوضح مسؤولو أوبر أن دخول التكنولوجيا سيركز دور السائق على القيادة داخل المجال الحضري وتدبير البضائع المنقولة، وهو عمل أسهل مقارنة بالوظيفة الحالية، سيؤدي حتماً إلى جذب الشباب صوب قطاع يعاني الشيخوخة. وتبقى المعضلة حاضرة بقوة بالنسبة للذين سيخسرون وظائفهم قبل 16 عاماً من سن التقاعد نتيجة هذا التحول، خصوصاً أن «التحولات الكبرى التي شهدها الاقتصاد الأمريكي حدثت بدون التزام صناع القرار باتخاذ تدابير لتخفيف خسائر الفئة المتضررة»، تحذر إيريكا غروشين.