السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

سانتي كازورلا .. قصة لاعب قهر الإصابات وأخطاء الأطباء واستعاد تألقه بعد عامين من التوقف

سيد لو - مدريد ربما لم يكن أحد يتوقع أن يتمكن نجم أرسنال السابق اللاعب الإسباني سانتي كازورلا من ممارسة كرة القدم مجدداً، عقب الإصابة البالغة التي أبعدته عن الملاعب لأكثر من عامين، في وقت أكد فيه الأطباء صعوبة الأمر، بيد أن اللاعب خالف التوقعات ليفاجئ الجميع بعودته بقميص فياريال الإسباني الموسم الجاري. ولا يجد كازورلا تفسيراً أكثر من وصف نفسه بالمعجزة، في إشارة إلى اضطرار الأطباء إلى استخدام أجزاء من ذراعه بغرض ترميم المنطقة المتأثرة بالإصابة في الكاحل «إنه أمر مثل المعجزة، فهناك القليل من جلد ساعدي الأيسر على الكاحل الأيمن، وقطعة من الفخذ على الساعد، كما توجد صفيحة معدنية داخل القدم». ويرى الإسباني الذي كان يتحدث لـ «الغارديان» وهو يشير إلى وشم كان على ذراعه وتحول ليصبح جزءاً منه على الكاحل، أن مساندة أسرته ورغبة أطفاله في مشاهدته يلعب مجدداً كان العامل الأساسي لتجاوز المحنة. وتعرض كازورلا للعديد من الإصابات في الأعوام الأخيرة، إلا أن الأمر تفاقم في أكتوبر 2016 ما اضطر ناديه السابق أرسنال الإنجليزي إلى فسخ عقده قبل أن يمنحه فياريال الإسباني، الذي شهد انطلاقته قبل أكثر من 15 عاماً، فرصة جديدة لممارسة هوايته المحببة. عودة انتظرت إدارة النادي الإنجليزي لأكثر من عام على أمل عودة اللاعب إلى الركض بالكرة، لكنهم اضطروا في نهاية الأمر إلى إنهاء التعاقد معه، ما قضى على آمال الإسباني بشكل كامل في العودة إلى لندن، لكنه مع ذلك لم يتوقف عن الثناء على إدارة النادي «جددوا عقدي قبل العملية في لفتة لا تصدق، حيث اتصل بي فينغر وأخبرني بأنه سيعطيني عاماً آخر وطالبني بأخذ الراحة وإجراء العملية، وهو ما ساعدني في التركيز على إعادة التأهيل بدون خوف». وأضاف «تصرفوا بشكل جيد معي، فلم يكن بمقدوري اللعب حتى بعد عام، لذا أوضحوا لي أنهم لن يستطيعوا الانتظار لإنهاء التشكيلة الصيف الجاري فتقبلت الأمر، بالتأكيد وسأظل ممتناً لهذا النادي إلى الأبد، كانت ستة مواسم لا تصدق من الدعم المتواصل والحب الجارف من قبل الجماهير». وصحيح أن رحلة كازورلا مع المدفعجية انتهت، إلا أن اللاعب، البالغ من العمر 33 عاماً، أثبت أن إيمانه بقدراته أكبر من تأكيدات الأطباء بعدما اغتنم الفرصة التي قدمها له فياريال الموسم الجاري لمواصلة اللعب «أشكر فياريال ليس فقط لأنه فتح أبوابه لي حين كنت في الـ 18 من عمري، بل لوقفته إلى جانبي في أصعب لحظات حياتي». يذكر أن فياريال قدم كازورلا لجماهيره بطريق سحرية ومبتكرة، وهي التي وصفت بأنها الأكثر غرابة في تاريخ تقديم النجوم. وعلى استاد لا سيراميكا معقل فياريال، ظهر أنبوب زجاجي عملاق فوق طاولة سوداء، جرى ملؤه بالدخان، قبل أن يخرج منه سانتي كازورولا وسط دهشة الأنصار. وزاد «متفائل بالعودة إلى الملاعب، لدي عقد لمدة عام إضافة إلى فترة اختيارية ثانية، وكل ما يهمني الآن هو اللعب فقط، ربما لن أكون بالمستوى السابق ذاته، لكنني سأحاول تقديم أفضل ما عندي لهذا النادي». تفهم على الرغم من اعتراف الأطباء في لندن بمعرفتهم بأمر البكتيريا منذ البداية، فإن اللاعب الإسباني لا يلقي باللوم على أحد «هناك كثيرون لم يقوموا بعملهم، فلولا سوء تصرفهم لما اضطررت إلى المرور بهذه التجربة، لكن أول شخص أُلقي عليه اللوم هو نفسي، كان يجب أن أذهب إلى إسبانيا منذ اليوم الأول». وأضاف «لست غاضباً من الطاقم الطبي لأرسنال، بل الأمر كان بمنزلة صدمة بالنسبة لي بسبب تنصلهم من المسؤولية، فالجميع يرتكب الأخطاء، وكان بإمكانهم ببساطة الاعتذار والإقرار بعدم تقديرهم خطورة الموقف بشكل جيد، فعندما أخبرتهم عن البكتيريا قالوا إنهم يعلمون عنها، لكنهم لم يعرفوا نوعها ولم يأخذوا حتى عينة واحدة لتحليلها، أعطوني المضادات الحيوية فقط». وزاد «بحسب الأطباء في إسبانيا، هناك أنواع كثيرة من البكتيريا، وأخطرها التي أصبت بها عقب العملية التي أجريتها في لندن، ومع ذلك ما زلت على قناعة بأن إدارة أرسنال فعلت الأشياء بالطريقة الصحيحة، وأن ما حدث لا يتعدى سوء الحظ، بدليل وقفة المدرب أرسين فينغر القوية إلى جانبي قبل العملية الأولى». عدوى بدأت من تلك اللحظة فصول جديدة من رحلة الألم بالنسبة للنجم الإسباني، خصوصاً مع اكتشاف الأطباء لعدوى بكتيرية كانت قد انتشرت في منطقة الإصابة السابقة، والتي لم تكن قد شفيت بالكامل، لتصل إلى عمق عشرة سنتميترات داخل القدم، وحتى عظام الكاحل على حد وصفه. وشرح الإسباني «كان الجرح مفتوحاً، ما مكّن البكتيريا من التغلغل، ففي كل مرة كانوا يخيطون فيها الجرح يتفتق مجدداً ليصبح أكثر إيلاماً، وعلى الرغم من تعقيمهم للجلد لم يروا ما كان بداخله». وتابع «أخبرني الأطباء حينها بعدم التفكير في كرة القدم من جديد، والتركيز على كيفية استعادة حياتي الطبيعية، والقدرة على اللعب مع أبنائي أو الذهاب إلى النزهة، لم أعلق على الأمر، لكنني قررت في حينها المجيء إلى إسبانيا بحثاً عن علاج آخر». معاناة تعود معاناة كازورلا مع الإصابة إلى العام 2013، وتحديداً ضمن إحدى المباريات الودية لمنتخب الماتادور، ليجري بعدها الأطباء في نادي أرسنال العديد من الفحوص الطبية، مقدمين توصيتهم بضرورة خلود اللاعب للراحة ليس إلا، وفقاً لما ذكره كازولا «قاومت الألم قليلاً لاعتقادي أنها إصابة خفيفة، ولا شيء أكثر من وضع الضمادات وسيزول كل شيء بعد بضعة أيام». وأضاف «مع مضي الوقت استمرت المعاناة، وبدلاً من الشعور بالتحسن ازداد الأمر سوءاً، حتى وصلت لأكتوبر 2016 في مباراة ضد لودوغوريتس البلغاري، حينها لم أستطع الركض، كنت أبكي من شدة الألم على الرغم من قدرتي الكبيرة على التحمل، فاضطررت إلى التوقف».