الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كن كالشمس في غيابها

هناك أناس في حياتنا تزداد قيمتهم بغيابهم، ويصبح من الأمنيات تمني وجودهم ورؤيتهم، لأننا ندرك قيمة تفاعلهم معنا، وهذا يجعلهم في الحياة من الندرة، وذات قيمة ساحرة في تفاعلنا معهم، فهم لهم هالة معينة عند قدومهم، هم كالشمس، فكلما اشتد البرد وزاد هطول الأمطار في تلك اللحظة، نتمنى باشتياق ظهور الشمس، فهي فاكهة الشتاء. لذلك كن كالشمس، تشرق بروعتها ودفئها وتزيدك جمالاً بين أحبابك.. ولا تكن في حضورها طاغياً كلما اشتد وقت الحر، فنتمنى الابتعاد عنها. فلا تجعل أحداً يشعر معك بالملل والفتور، بل اجعل غيابك يزيدك قوة واحتراماً ووقاراً، ويتمنى الناس التواصل معك والسؤال عنك. ولكن لا تتسرع وتندفع وتطبق ذلك على من تحب في البداية، وتجعلها لعبة. فقد يُفقدك ذلك أعز الناس. ولكن يحدث هذا عندما تترك أثراً طيباً، بترسيخ حضورك في كل مكان، وفي نفوس من حولك، فيزيد ذلك من مكانتك، وتزداد ذاكرة الاشتياق إليك في كل الأماكن، تتبع أثر خطاك لكل من حولك، بكلماتك وأفعالك ومواقفك وهمساتك، وتزيدك إعزازاً بين أحبابك، وبين من تقابلهم في الحياة. وعلى العكس، هناك من الناس كثير الحضور والظهور بطريقة سيئة ومبتذلة، تجعل من حوله ينفرون منه ويبتعدون عنه، بل قد تصل إلى درجة الاحتقار له، لأنه لم يدرك حقيقة الحضور والغياب في معاملة الناس. يقول لارو شفوكو «إن الغياب ينقص العواطف الصغيرة، ويلهب العواطف الكبرى، كما تطفئ الريح الشمعة وتلهب النار». اجعل مكانتك راسخة بين الناس، ولا تجعل من نفسك عادة اعتادوا عليها عند رؤيتك وسماعك، ما يفقدك شيئاً من الهيبة ومن قيمتك، ويقلل احترام الناس لك، بل شيئاً فشيئاً سوف يطردونك من حياتهم. فتعلم فن الحضور أو الظهور والغياب بينهم بحكمة، ولا تجعل ذاتك وجبة سهل هضمها، فاجعل الناس دائماً تشتاق إلى رؤيتك، وتذكر أن الغياب يلهب الخيال، واختر التوقيت المناسب في تعاملاتك، وفي اختيار كلماتك في الحياة .. متى تحضر، ومتى تغادر المكان، فتترك أثراً رائعاً فيمن حولك.