الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

المريض معذور ومأجور

يقول الله سبحانه وتعالى، في سورة الحج: {.. وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ..}، والمفسرون يقولون إن معنى هذا الجزء من الآية، أن ربكم ما جعل عليكم في الدين الذي تعبَّدكم به من ضيق، بل وسَّع عليكم، فلا ذنب إلا وله منه في مخرج؛ ومن يُرِدِ اللَّهُ أن يضله يضيق عليه صدره حتى يجعل عليه الإسلام ضيقاً، والإسلام واسع.. من التوسيع، ورفع الحرج في رمضان ما ذكره الإمام الآبي، في كتابه (الثمر الداني في تقريب المعاني، شرح رسالة الإمام ابن أبي زيد القيرواني) ونصه: «والخوف المجوز للفطر هو المستند صاحبه إلى قول طبيب حاذق أو تجربة في نفسه أو خبر من هو موافق له في المزاج»، وعدم ذكر دين الطبيب هنا مأخوذ من عمله صلى الله عليه وسلم بقول عبد الله بن أُريقط، ووثوقه به في الهجرةِ؛ ليدلَّه على الطريق، مع خطورة الأمر ودقته.. العلماء قرروا أنه لا حرج على المريض من أن يفطر في رمضان، بل يجب الإفطار على من خشي من المرض هلاكاً أو إعاقة، وكذا على من أخبره الطبيب المختص أن الصوم يزيد من مرضه، وليس مطالباً من هذا حاله بكفارة لأنه أفطر بعذر مقبول، فإذا شفاه الله يقضي ما عليه، وصدق الحق القائل: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..}. [email protected]