النخلة أختنا الكبرى

في الصورة أُم وأخت كبرى، النخلة هي الأخت الكبرى لكل الدنيا، هكذا أراها دائماً، الأخت الكبرى للناس والحيوانات وحتى للأرض، يساورني يقين دوماً أنها ليست ابنة الأرض بل أختها، عندما أنظر للأرض وهي قاحلة لا تقف بها نخلة أشعر بغصّتها، إنها تشاركني الفقد نفسه، لا أعلم كم كان عمري عندما رحلت النخلة (أختي الكبرى) عن دنيانا، ما أعرفه أنني أشعر بالرعب من فكرة ضبابية وتشويش ملامحها التي أُجهد ذاكرتي حتى لا تخونني وتُفرّط فيها! في الصورة رعبٌ آخر يتمثل بزحف الأسفلت حول النخلة، كأنه يهدد الأرض بحرمانها أختها الكبرى، هذا ما هو واضح من قلق الأم التي تكاد تختفي خلف الأخت الكبرى، حتى وإن بدا الحاجز بينها عبارة عن سلك بلاستيكي إلا أن لونه الأحمر وفكرة الفصل بذاتها مرعبة، وفي أحيان كثيرة اقترابنا من الشيء والالتصاق به يحرمنا رؤيته بشكل جيد، كما في صورة النخلة التي اقتربنا منها لدرجة أننا لا نكاد نراها بوضوح، بشكل آخر: الاقتراب اغتراب أحياناً!