الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

من يحكم قطر؟

من يحكم قطر؟ سؤال يبدو غريباً عند سماعه، ولكن البحث عن حقيقته أمر واجب، في ظل الأزمة الراهنة خليجياً، وتداعياتها الدولية والإقليمية. فمنذ عام 1995، وتحديداً بعد تسلم أمير قطر السابق حمد بن خليفه مقاليد حكم البلاد، في الـ 27 من يونيو، بدأت القيادة السياسة في الدولة الشقيقة قطر تأخذ منحى آخر، إذ حرصت السلطات القطرية على إطلاق قناة الجزيرة الفضائية، بعد أقل من عام واحد على اعتلائهم عرش الحكم في البلاد. إطلاق القناة لم يكن أساس المشكلة، بقدر المحتوى المريب الذي روّجته عقول قادمة من الشتات، احترفت المراوغة والخداع، وتربت على كره الخليج وأهله، من باب الحقد والحسد، وأوهام صبيانية رافقت عهد القومية العربية المزعومة. منذ ذلك التاريخ بدأ بعض النقاد بالتحذير من التوجه الجديد لدفة الحكم في هذه الدولة، ليس بفعل اختلاف النهج السياسي والأيديولوجي للبلاد، وإنما لوجود أطراف ولاعبين جدد، أصبحوا يتقاسمون النفوذ داخل السلطة الحاكمة، خصوصاً بعد وصول أمير قطر الحالي إلى سدة الحكم. حمد بن خليفة الذي تنازل عن العرش في الـ 25 من يونيو 2013، لنجله تميم أمير قطر الحالي، ظل متحكماً في صنع السياسة حتى بعد إعلانه اعتزالها، وكذلك بقيت داخل المشهد السياسي والدة أمير قطر حالياً الشيخة موزة المسند، والعارفون بالوضع الاجتماعي في قطر يدركون حجم النفوذ الذي باتت عائلة المسند تتمتع به داخل أروقة الحكم القطرية، على حساب العوائل القطرية الأصيلة والأصلية. وعلى مدى أعوام زادت التوجهات العدائية للنظام القطري الحاكم سابقاً، تجاه جيرانه وأشقائه العرب والمسلمين، خصوصاً بعد أن حلت القوات الأمريكية في قاعدة العديد عام 2003، وبالأمس البرلمان التركي يعلن موافقته على إرسال مجموعة جنود إلى قطر، وذلك بعد اتصالات مكثفة بين الدوحة وأنقرة. خلاصة القول، هناك مثل شعبي يقول «إذا كثروا الطباخين خربت الطبخة»، وهنا يتوجب على قطر أن تدرك أن تنوع الخيارات أمامها في صناعة المشهد السياسي داخلياً وخارجياً، عواقبه سلبية جداً، وستجد نفسها وشعبها محاصرين وسط مجموعات تسعى لتسيير الأمور وفق مصالحها، وهي أشبه بـ «غابة من الذئاب المتوحشة»، التي لن يسمح الخليج وأهله بأن تكون بينهم، اللهم احفظ الخليج وأهله بحفظك وقوتك. [email protected]