السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

صفقة نيمار تطرح أسئلة جديدة حول دور المال القطري في تلويث الرياضة

فتح انتقال نجم برشلونة الإسباني السابق والمنتخب البرازيلي نيمار داسيلفا إلى باريس سان جيرمان الفرنسي الباب أمام العديد من التساؤلات حول حقيقة الصفقة التاريخية، والسبب وراء ابتعاد معظم الأندية الأوروبية الكبرى وعلى رأسها مانشستر يونايتد عن المنافسة لخطب ود اللاعب في وقت كان البرازيلي يتصدر اهتمامات النادي الإنجليزي الصيف الماضي. وعلى الرغم من علم إدارة يونايتد التام بأن النجم البرازيلي بات جاهزاً للانتقال عن برشلونة نسبة لطموحه المالي ورغبته في الخروج من عباءة الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، إلا أنهم آثروا عدم الدخول في الصفقة التي بدأت الشبهات تحوم حولها لجهة مخالفة قواعد اللعب المالي النظيف التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ولا شك في أن مانشستر يونايتد يملك المال اللازم، أكثر من النادي الفرنسي المملوك قطرياً، لشراء اللاعب، إن أراد، يدعمه في ذلك هوس الرئيس التنفيذي للنادي إد وودورد الدائم بجلب أغلى النجوم في الفترة الأخيرة. وصحيح أن النادي الفرنسي أعلن اكتمال الصفقة إلا أنه بات في موقف لا يحسد عليه لشرح تفاصيل الاتفاق، بعدما تكفل بدفع قيمة الشرط الجزائي التي تصل إلى (222) مليون يورو (198 مليون جنيه إسترليني) وهو الأمر الذي يتنافى مع قواعد اللعب النظيف التي يشدد عليها الاتحادان الدولي والأوروبي لكرة القدم. ولعل المفارقة أن البرازيلي ظل دوماً مثار جدل في التعاملات المالية كما حدث عند انضمامه إلى برشلونة الإسباني موسم 2013، قادماً من نادي سانتوس البرازيلي مقابل (48.6) مليون جنيه إسترليني، لجهة عدم التزام النادي الكتالوني بإبراز القيمة الحقيقة للصفقة. دفع التزام مانشستر يونايتد الإنجليزي بمبادئ اللعب المالي النظيف وعدم الرغبة في خوض معارك خاسرة وأيضاً الحذر الكبير الذي يتعامل به في ملف التعاقدات، للابتعاد عن الشبهات. وكشفت مصادر مقربة من أولد ترافورد أن مانشستر يونايتد كغيره من الأندية الأوروبية الكبرى حلل التسريبات الإعلامية حول اقتراب مغادرة نيمار للكامب نو بأنها لا تعدو أكثر من حيلة، ابتدعها اللاعب نفسه للحصول على عقد بامتيازات جديدة مع النادي الإسباني ليفاجأ بتلك بالقيمة المالية الضخمة التي انتقل بها إلى الدوري الفرنسي. ولجأ يونايتد إلى توخي الحيطة خشية الوقوع ضحية لخدعة أخرى كما حدث قبل أعوام مع مدافع ريال مدريد الإسباني سيرجيو رامس بل طبق المبدأ ذاته تجاه نجم الفريق السابق وريال مدريد الحالي كريستيانو رونالدو. تأثير المال من الواضح أن الحاشية المحيطة بنيمار كان لها دور كبير في قرار الانتقال بعدما أسالت أموال النادي الباريسي لعاب الجميع لفعل كل ما يزلم في سبيل إقناع اللاعب في وقت لم يكن يتوقع الكثير من المراقبين امتلاك تلك المجموعة القدرة اللازمة للتأثير على مسار نجم اعتبر في وقت ما الأسطورة المقبلة للفريق الكاتالوني. ولا شك أن الحذر كلف مانشستر يونايتد فرصة الظفر بلاعب في قيمة وإمكانيات نيمار الفنية الصيف الجاري، لكنه في الوقت ذاته جنّب النادي مخاطر عدة كان يمكن أن تتفجر في وجهه نتيجة تلك الصفقة. أدوار يرى البعض أن النادي الباريسي اهتم أكثر من الآخرين بمعاوني نيمار ومستشاريه، إضافة إلى رغبة اللاعب نفسه في الصعود إلى مرتبة الرجل الأهم في أي ناد يذهب إليه وهي النقطة المحورية التي يصعب الحصول عليها في مانشستر يونايتد، نظراً لوجود الفرنسي بول بوغبا الذي يتمتع بشخصية قوية داخل غرف الملابس على النقيض تماماً في سان جيرمان حيث يمكن أن يطلق له العنان. ويحصل النجم البالغ من العمر (25) عاماً في برشلونة على دور فقط ضمن ثلاثي الهجوم المكون منه وليونيل ميسي إضافة إلى لويس سواريز، إذ يتعين عليه التضحية في بعض الأوقات، ليسجل الأرجنتيني أو الأورغوياني العدد الأكبر من الأهداف وهو ما لا يعجب نيمار. وتظهر حصيلة البرازيلي التهديفية (13) هدفاً فقط في الموسم الماضي، مقارنة بـ (20) هدفاً في كل موسم من الموسمين السابقين، بينما سجل الثنائي ليونيل ميسي وسواريز، (66) هدفاً في الموسم الماضي ما يعني زيادة في فرص التسجيل مع باريس سان جيرمان. أطماع على الرغم من اعتقاد البعض بأن انتقال البرازيلي إلى حديقة الأمراء يأتي بسبب رغبته في الابتعاد عن شبح البرغوث الأرجنتيني، بيد أنه لا يمكن تجاهل أطماع اللاعب المادية فالذي يفضل باريس سان جيرمان صاحب المركز الثاني في الدوري الفرنسي والبعيد تماماً عن منصات التتويج الأوروبية على برشلونة ببطولاته وإنجازاته لا يمكنه إقناع أحد بالسعي نحو تحد أكبر على حد تعبيره. وسيحصل مهاجم سانتوس البرازيلي السابق على راتب سنوي يصل إلى 30 مليون يورو في خمس مواسم، فضلاً عن نسبة من أرباح الإعلانات، إضافة إلى توفير طائرة خاصة له على مدار العام لمقابلة تنقلاته. انتصار زائف بدا البعد السياسي جلياً في الصفقة خصوصاً أن أصابع الاتهام وجهت من قبل العديد في الأوساط الرياضية إلى قطر كونها ترغب في تغيير المشهد الرياضي الأوروبي والدولي بالخروج عن قواعد اللعب المالي النظيف وتوظيف الأموال لخدمة أغراضها الخاصة على خلفية العزلة التي تعيش فيها الإمارة الصغيرة والتي أدخلت فيها نفسها بسبب دعمها الكبير للإرهاب. وبالنظر إجمالاً إلى الصفقة، لا يبدو سان جرمان استفاد كثيراً، لجهة الشبهات الكثيرة التي لا تزال عالقة بها، ليبقى انتصاره المزعوم والذي صعق به الإعلام زائفاً بدرجة كبيرة، كما أعاد الدعم القطري للنادي الباريسي إلى الواجهة مجدداً حقيقة الاتهامات السابقة لقطر بمخططها لتلويث أي جانب رياضي بأموالها المشبوهة تلك.