الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

فضوها سيرة

سيطر الغثيان والاشمئزاز على مشاعري، وأنا أتابع المشهد الأخير للمباراة النهائية لبطولة الأندية العربية بين فريقي الترجي التونسي والفيصلي الأردني في استاد الإسكندرية، ومأساة الاعتداء على الحكم المصري إبراهيم نورالدين، لخطأ في تقديره لتسلل جاء منه هدف الترجيح للترجي، وما تلا ذلك من شغب وعنف وتكسير ومهازل وخروج عن المألوف من أغلب لاعبي الفيصلي وبعض إدارييه وأغلب جماهيره، وتورطهم في سلوكيات غريبة، أراهن على أنهم لن يتجرأوا عليها حتى في العاصمة الأردنية عمّان. وعلى ضوء ما سبق، أتراجع بكل شجاعة عما سبق وكتبته بشكل إيجابي عن البطولة، وأعلن موقفي الأخير باعتباري صحافياً وناقداً وكاتباً مسؤولاً عما أكتبه أمام الله سبحانه وتعالى، قبل أن أكون مسؤولاً أمام ضميري أو أي قارئ كريم يقرأ هذه الكلمات. بكل المقاييس أؤكد فشل البطولة، وفشل فكرة عودة وانتظام البطولات العربية على مستوى الأندية أو المنتخبات، لأن الحساسية والعصبية والنعرات تخلق كراهية وتوتراً، تؤججها الكرة وجدل منافساتها، وتضاعف وسائل الإعلام من آثارها السلبية التي تزيد الشحناء والفرقة بين الشعوب، وهي أمور نحن في غنى عنها في الوطن العربي الجريح، خصوصاً في ظل ما نعانيه من إرهاب واستهداف. ونصيحتي للأمير تركي بن خالد رئيس الاتحاد العربي أنه لن تفلح عقوبات وردع وغرامات في كبح هذه السلوكيات المتعصبة التي تهدم وتدمر أكثر مما تبني أو تطور أو تقوي العلاقات العربية .. رجاء «فضوها سيرة».