الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

قطر «وضيعة تدعي الشرف»

وتستمر مسرحية المظلومية بمؤثراتها الدرامية كافة المُعد لها مسبقاً، فيظهر علينا أبطالها على خشبة المسرح، في أدوار هزلية مضحكة، وفي ثياب الفضيلة والوقار، لتوزيع بطاقات المهنية والشرف على الحضور، وهم متناسين ماضيهم الوضيع وطبعه القذر، فيبدؤون في الحديث عن العفة كوضيعة توزع صكوك الشرف. سيرتهم السوداء ملطخة ببقع العفن التي غطَّت بياض أفعالهم حتى وإن قلَّت، وصدرت لهم شهادات من الدول المجاورة بما دنسوا ولوثوا فيها أصقاع المحيط، فالبعر يدل على البعير والأثر يدل على المسير، وسيرتهم الملتوية ستتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، فهي وصمة عار على قياديي هذه الشقيقة الشقيّة. للأسف إنك وأينما قرأت هنا وهناك، فستلمس في سيرتهم المخالفة للعطِرّة، والتي ألبسوها ثوب السيادة والشرف، فأصبح اللص فدائياً والقاتل ثورياً والوضيع رمزاً بل وقيادياً. يا للعجب لمن كان بالأمس يحمل لواء الأخوَّة واللحمة والنسب واحترام الجوار، وهو في العلن ودونه، يقوم بإثارة الاضطرابات ومحاولات الانقلابات على أشقاء اللحمة والنسب والجوار، والمهزلة الكبرى أنهم يروجون لقيادات شابة ستغيّر ملامح الدولة للمستقبل الواعد، بجانب زمر شبابٍ تختبئ وراءه ذئاب مسعورة تسيّره وتقوده لخراب العالم. عندما خرج على الملأ كبيرهم الحالي الشاب الواعد، وعانق دعم الإرهاب وطعن بخنجره ظهر الأصحاب، حذّر من المساس بسيادته المختلة سياسياً وأخلاقياً ومهنياً، فهي رسالة واضحة للإذن بالتصعيد سياسياً وإعلامياً وشعبوياً، ولعلي أُصحح أمام المفردة الأخيرة «فالشعب الذي قصده الزعيم» هم المرتزقة لا المغلوب على أمرهم الذين تحملوا نتائج قراراته الرعناء، فحديثة وقراره لا ينبئ إلا عن شق الجيب ونثر كل ما فيه من عيب، وكما يقال «على عينك يا تاجر». هناك نكات مضحكة، لكن لم يضحكني أكثر سوى هذا المانشيت العائد لـ «الراية» القطرية «إسرائيل تقتدي بدول الحصار ضد الجزيرة»، في إشارة إلى التحرك الذي يأتي في إطار نوع من التقارب مع الدول المقاطعة لقطر. يا للعجب، هنا صَحَ أن يقال «رمتني بدائها وانسلت»، فالدوحة وفي بادئ الأمر وعلناً وحتى اليوم علاقتها بتل أبيب «سمنة على عسل»، واليوم تترنح وتتمخطر ببراءتها، في مقابل ذلك يخرج أراذل القوم والإمعات فيهم ومعهم ليجادلوا أن دول المقاطعة ستخون العروبة، وأن قطر على الحق سائرة. باحث وإعلامي [email protected]