الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نوال السعداوي وتضخم الأنا

تابعت مشاهدة حوار قديم لشخصية كانت قد اشتهرت، بانتقادها للدين الإسلامي وتطاولت حتى انتقدت الله عز وجل، وعرفت بتساؤل شهير يمس الذات الإلهية .. في الحوار الذي امتد إلى ساعة ونصف، لم تتقبل الطبيبة والكاتبة نوال السعداوي أي انتقاد لفكرها، وحينما طلبت منها المذيعة أن تستمع إلى فيديو لأحد كبار الشيوخ، وهو عبارة عن رسالة من الشيخ إلى السعداوي، رفضت الدكتورة نوال رفضاً قاطعاً رغم محاولات المذيعة لأن تستمع فقط، حتى من دون أن تعلق إن أرادت ذلك، ولكن الأخيرة أصرت على الرفض، وقالت «أنا لي الحرية أن أقبل أو أرفض، ولا يمكنك إرغامي على سماع الشيخ». السؤال الذي تبادر إلى ذهني، ليست فقط الدكتورة السعداوي من الذين يبيحون لأنفسهم كامل الحرية في نقد الآخرين، لكنهم في مقابل ذلك يرفضون تماماً أن يُنتقد فكرهم أو تصرفاتهم أي من الجمهور. حدث أن شاهدت لقاءً أيضاً مع مذيع لديه برنامج حواري، ويعتمد البرنامج على ضرب الضيوف المشاركين بسوط لاسع يدعى ظاهرياً نقداً، حيث تتم محاكمة الضيوف والنيل منهم بصورة مستفزة، ولا أفهم حتى الآن سبب قبول البعض المشاركة في مثل هذه البرامج التي تعتمد على هتك مشاعر الضيف باسم الصراحة. المذيع حل بدوره ضيفاً على أحد البرامج، ولم يستطع طيلة العشرين دقيقة فقط أن يتحمل أي نقد يوجهه إليه، وكان يرفع صوته عالياً على المذيع وبغرور قاتل يمرر لهُ رسائل يفهم منها «من تكون أنت حتى تنتقدني»، المذيع الشاب الذي حاول أن يتماسك أمام ضيفه، قال لهُ «لقد شاهدناك في برنامجك تضرب ضيوفك بالأسئلة القاسية بحجة النقد، فما بالك لا تتقبل النقد الآن؟». وبدأت في البحث عن الأسباب التي تدعو مثل هذه الشخصيات، لأن تعتقد أن لها الحق بأن تنتقد الآخرين وصولاً إلى الدين وتفسير القرآن، لكنها ترفض أن تُنتقد، فوجدت أنه تضخم الأنا العليا داخل النفس البشرية، تجعل مثل هؤلاء يرفضون أن توجه أصابع الانتقاد إليهم، الشعور بقوة الأنا واستفحالها وعدم إحساسهم بالواقع المعاش، يجعلهم يشعرون بأنهم أكبر من أن ينتقدهم الآخرين، وهنا يبدأ الخلل النفسي والفكري لديهم. متخصصة علم اجتماع وإعلام [email protected]