الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

ساعة الحقيقة لا بدّ أن تدوّي في ضمير الشعب القطري (1-2)

تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة مراراً أن مصلحة الشعب القطرى فوق أي اعتبار آخر، انطلاقاً من إيمانها بأن الشعب القطري لديه امتدادات أسرية وعائلية وقبلية يتقاسم المصير المشترك مع دول مجلس التعاون، لا سيما أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تضع نصب عينيها ألا تصل الانعكاسات الكبيرة للمقاطعة إلى المواطن القطري، انطلاقاً من مبادئ أساسية وأخلاقية تلزم أشقاءها بالتمسك بها. فالدول المقاطعة تحرص على إبعاد أي تداعيات سلبية محدقة قد تضر بمصالح الشعب القطري الشقيق أو تلحق الأذى بمجتمعه، فالسلطة القطرية تتلاعب بمصير هذا الشعب من أجل مصالح النفوذ وأمل الهيمنة، فضلاً عن ذلك فهناك المزيد من الحقائق والأسرار التي ستبرز تورط نظام الدوحة في تمويل الإرهاب، وتسهيل عمليات الفوضى في المنطقة، ما يدل على الافتقار إلى الإرادة السياسية لتنفيذ قوانين مكافحة تمويل الإرهاب، ليدرك الشعب القطري مدى إيغال هذا النظام في مستنقع آسن لا يمكن الخلاص منه، فالآثار السلبيّة التي خلّفتها قطر في المنطقة عبر نشر الإرهاب والأذيّة التي طالت دول العالم لا يمكن السكوت عنها. الأمر الذي يشكل تحدياً أمنياً كبيراً لها، فهي دولة غارقة في الوحل السوري، داعمة للفوضى في ليبيا، ومتواطئة في اليمن، وسمعتها الدولية باتت في الحضيض، ولم يقدم لها الاتفاق على تمويل المتطرفين ما كانت تطمح إليه، فضلاً عن أنها لم تنتعش اقتصادياً أو تصعد تنموياً في الداخل، ولم تحقق انتصارات في الخارج، ولا بد من ساعة الحقيقة التي لا بدّ من أن تدوّي في ضمير الشعب القطري الحر الأبي. وما تمكن ملاحظته بجلاء أن رد الفعل القطري كان أكبر بكثير مما كان متوقعاً، في خطوة تعكس عدم جدية الدوحة، فعلاقة قطر بتمويل الإرهاب ما زالت ضمن مستوى التصعيد، ودعم الجماعات الإرهابية بصماتها ظاهرة في أرض المعارك الطاحنة في الأوطان العربية، فالحصانة من الملاحقة لبعض المطلوبين والفارين من العدالة والذين كانوا جزءاً لا يتجزأ من الصراعات التي نشبت في المنطقة، و قطر من تؤويهم على أراضيها، ورفضها القاطع في تقديم الجناة إلى العدالة، كلها أحداث شاهدة على المأساة الحاصلة، فهي من «النيات المخفية والمخيفة» وللأسف هذه الدولة الخليجية قائمة أركانها على قوة هدامة لها قدرة على التفكيك والتدخل في شؤون جيرانها منذ انقلاب الأمير السابق حمد بن خليفة على والده، فهي سياسة في حالة من التخبط والتناقض، وخلف كل خطوة مريبة في المنطقة، ولأنها جعلت من بلادهم ملاذاً آمناً للمتشددين، حيث يتمتعون بالإفلات من العقاب القانوني، لهذا يشكلون أتباعها ومن تحميهم، الإرهابيين، تحدياً خطراً للأمن المجتمعي لشعب قطر الشقيق وفي داخل أوطاننا في الخليج. وبدا واضحاً أن الهواجس الأمنية باتت هي المسيطرة على المشهد السياسي القطري، لأن الدوحة تحاول أن تتجه نحو التصعيد بينما الدول المقاطعة تتجه نحو التهدئة الدبلوماسية، تسعى قطر حثيثاً إلى تجاوز وزنها وحجمها من خلال توسيع دائرة نفوذها من خلال عسكرة الأزمة، فبرغم صغر حجمها السكاني ومحدودية قوتها العسكرية تحاول الاستقواء بالأجنبي ضد الأشقاء، اعتقاداً منها أنها ستجلب الأمن والحماية لبلدها. [email protected]