الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

زايد والنهضة الخضراء

تتزاحم الأفكار في المخيلة عندما يكون محور الحديث هو المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإن شرعت في التحدث عن سيرة زايد فلا المساحات تكفيك ولن يسعفك الوقت في إعطاء هذه الشخصية الخالدة حقها في الذكر الطيب .. هو بحق مدرسة للأجيال وملهم بفكره ومسيرته لقادة اليوم. وحين يعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، أن عام 2018 سيحمل عنوان عام زايد فتلك فرصة مواتية لحشد الطاقات وتنظيم الفعاليات، التي تعرف بسيرة هذا الرجل الذي صنع دولة وحضارة لشعبه وفي أرض كانت تفتقر لأهم عوامل النهضة الزراعية، والمتمثلة في التربة الخصبة وتوفر المياه قائد استطاع تحويل الصحراء القاحلة إلى واحات خضراء .. وهكذا نجح في تحقيق ما كان يبدو مستحيلاً. قد يكون تناولي الحديث عن منجز النهضة الزراعية مستغرباً في الوقت الذي تستعد الإمارات بسواعد شبابها تدشين عصرها الفضائي بإطلاق أول مسبار عربي وإسلامي إلى الفضاء في رحلة استكشافية للوصول الى المريخ عام 2021، إلا أن الأهمية تكمن في المقولة التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد حين قال: «أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة». وتلك الحضارة التي أصرّ زايد أن يصنع نواتها ما كانت لتتحقق لولا إرادته في قهر المستحيل فالخبراء الأمريكان الذين أتوا لدولة الامارات عام 1976 لتقييم الأراضي الزراعية ومدى قدراتها الإنتاجية، أكد جميعهم أن الأرض هنا لا تصلح إلا لزراعة النخيل فقط على أساس عوامل الطقس وندرة الأمطار، لكن الإصرار على خوض التجربة كان أقوى واستطاع زايد بعد عشرين عاماً تحويل الصحراء إلى واحات خضراء وهكذا استحق لقب رجل البيئة وقاهر الصحراء. هي الإرادة والإصرار التي تقهر المستحيلات وهي الرسالة التي غرسها زايد في أبناء الإمارات. [email protected]