السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لماذا إيران وتركيا يا قطر؟

حضن الخليج العربي جمع دول الخليج المتجانسة من نسيج واحد على الحب والسلام والوفاق والرفاهية والأمان، ومضت بنا الأيام ونحن ننعم بالخير والحب إلى أن جاءت أزمة قطر وفجرت ما لم يكن بالحسبان، فالدولة الشقيقة كانت من أكبر الأعداء لنا وأقربهم منا منزلاً ورحماً. هبت دول التحالف العربي في وجه الإرهاب بعد أن غضت البصر عن زلات الجار وتجاوزاته واحتضانه للإخوان الإرهابيين، وضاقت من خبث جار السوء الذي حفر في كل بقعة حفرته الإرهابية، وعاث في العالم فساداً ودماراً، وكانت المقاطعة من دول التحالف العربي التي جاءت ردة فعل طبيعية للحفاظ على سلامة وأمن دول الخليج والعالم، والقضاء على منابع الإرهاب المجتمعة في قطر. وبعد أيام معدودة من المقاطعة فوجئنا جميعاً بنبذ قطر للخليج وهرولتها إلى أحضان إيران وتركيا حباً ووداً وشوقاً. يا تُرى لماذا لاذت قطر بحمى إيران وتركيا والأزمة كانت في بدايتها، وكان هناك مجال للاحتواء والإصلاح، خصوصاً أن أمير دولة الكويت الشقيقة كان يسعى للوساطة واحتواء الأزمة؟! أعتقد بأن هرولة النظام القطري إلى كنف إيران وتركيا ليس بهدف توفير احتياجات الشعب القطري من المنتجات الإيرانية والتركية، فالسوق الخليجي مفتوح لجميع البضائع المتنوعة، ونحن أهل الخليج ننعم بوفرة مادية تجعلنا ننتقي الأفضل والأجود من البضائع والمنتجات، ولم تجذبنا المنتجات الإيرانية والتركية، فهي على مستوى ردئ، ولا تخضع للرقابة أثناء صنعها ولا ترقى إلى مستوى الجودة في الصنع، وعليه لم يحقق السوق الإيراني والتركي أي جذب لنا، ولم يستقطبنا لنكون من عملائه. يا تُرى لماذا اختار النظام القطري هاتين الدولتين من بين دول العالم ليفر إليهما هارباً بكل طاقاته وإمكاناته؟ لقد أوضحت الأزمة الخليجية مدى عمق علاقات الود والتفاهم التي تربط بين قطر وإيران وتركيا، ولا يمكن أن يحدث هذا التفاعل المتمازج بقوة إلا إذا كانت هناك علاقات قديمة مبنية على أحاسيس متبادلة، ووجهات نظر متقاربة، وأهداف محددة واتفاقات سابقة، وخطط مستقبلية مشتركة معدة ومجهزة. إن احتواء إيران وتركيا للنظام القطري لم يكن وليد الأزمة القطرية، إنما جاء نتيجة تربية إيران وتركيا للنظام القطري منذ المهد، ولذلك عاد لهما بقوة كعودة الفرع للأصل. ‏ [email protected]