الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ملك الفن .. وإن رحل

ظهيرة يوم الجمعة المنصرم، وتحديداً في قيلولة كانت كافية لحلم مربك، رأيت أحد أضراسي قد سقط منشطراً إلى نصفين، ومخلفاً فراغاً جانبياً قبيحاً. فبدأت بالالتفات يميناً ويساراً مع ابتسامة عريضة منعكسة على مرآة - حلمي - لأتأكد بأن ذاك الفراغ لن يشكل عيباً واضحاً في جمالية ضحكاتي. حينها، استيقظت فرحة لكونه كان مجرد حلم، كما أنني احتفظت به لنفسي كما يكرر مفسرو الأحلام، كي لا يصيب سوء التفسير واقع الحياة، وبالأخص أحد الأقرباء. ولكنه بالفعل أصاب أحدهم، حين تلقينا خبر رحيل أسطورة الفن، الذي حاز بطلته البهية ونكاته العفوية على محبة كل أسرة خليجية، بل وعربية. عبدالحسين عبدالرضا، الذي أبى أن يرحل قبل أن يكتمل عرض حلقات «أبو الملايين» وكأنه انتظر كي تكتمل لحظات أنسنا بصحبته، كما وكأنه اختار بذلك أن يودعنا. لم يمهلنا الكثير من الوقت حين غادرنا مخلفاً عرش فنه الجميل إرثاً قومياً خالداً كأهرام مصر، وجدت مرة واحدة ولن تتكرر. فسّر الحلم نفسه حين خسرناك يا بوعدنان ، فذاك الفراغ الذي شوه جمال ضحكتي هو فراغ غياب خفة ظلك التي من بعدها لن تغدو الضحكات مكتملة كما عهدناها. وإن تساءل أحد ما صلة القرابة؟ سأجيب لا غرابة، فمن شاركنا جلساتنا العائلية سنين طويلة، لن يكون سوى قريب ولدته رحم الأخوة في الحياة.. رحِمه الله. كاتبة وإعلامية [email protected]