حكام لا يفهمون كرة القدم

هل شخّص الإنجليزي مارك كلاتنبيرغ رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم «الداء» الحقيقي للحكام السعوديين، بتأكيده على أنهم «يفهمون القانون، ولا يفهمون كرة القدم»؟ من جانبي أجزم بأن هذا ضمن الأسباب الرئيسة لارتكاب أخطاء فادحة لدى الكثير من الحكام وليس جميعهم، ويؤكد مخالفة أحد أهم الاشتراطات لقبول الحكم المستجد، بأن يكون لاعباً سابقاً، علماً بأن بعض اللاعبين الدوليين لن ينجحوا حكاماً. والأكيد أن فهم القانون، وليس حفظه، عامل رئيس في قدرة الحكم على اتخاذ القرارات، مع أهمية «الجرأة» مطلباً مرادفاً، ويكون الحكم أكثر دقة حينما يفهم كرة القدم في عراكها والتحاماتها وتحايل نجومها، وتعمد الإيذاء والرغبة الأكيدة في تفادي الكوارث، وكذلك ما يدور في نطاق «إدارة المباراة» عندما تكون بالغة الأهمية وقد تؤدي إلى العصبية، مع التشديد على عدم التهاون في أي وقت. والمفرح أن أول جولتين من دوري جميل هذا الموسم تبشران بأداء تحكيمي أفضل، لكن بعض الإعلاميين ومسؤولي الأندية يؤولون الأخطاء التقديرية إلى تعمد ودخول في الذمم. ومن خلال حديث كلاتنبيرغ لبرنامج «أكشن يا دوري» وتفرغه لرئاسة اللجنة، أملنا كبير في إصلاح أهم بواطن الخلل، وقبل ذلك عدم تأخر مستحقات الحكام التي هي معضلة جميع اللجان السابقة وجميع رؤساء الاتحاد. ويجب ألا يغضب الحكام من صراحة رئيسهم الإنجليزي، فهو المسؤول عن دواء الداء الذي شخّصه. [email protected]