الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تشكيل بقرون الكباش

يحتضن غاليري «كودا» للفن التشكيلي في دبي، معرضاً للفنان المصري عادل السيوي تحت عنوان «في حضرة الحيوان»، وتحمل الأعمال وجوهاً بشرية بأقراط نسائية تجاورها حواء الأفريقية بسمرتها الجميلة وملابسها ذات الألوان المبهجة. وحفلت لوحة أخرى برجل مهندم المظهر، لكنه برأس كبش وقرون كبيرة وإلى جواره ظل امرأة ينظر إليها في تعجب وحيرة، وكأنها تودعه راحلة إلى اللامعلوم لأسباب غامضة، واستخدم الفنان الألوان القاتمة في تظليل جسد الرجل، في دلالة على عدم فهم البعض لمتطلبات بنات حواء الإنسانية. وتضم أعمال أخرى مزيجاً من الحيوانات الزاحفة والطائرة التي تظهر انبهار السيوي بهذه الكائنات التي قضى معظم وقته في فهم لغتها، وإيصال رسائلها إلى الحياة والبشرية عبر الفن. يستمر المعرض حتى 14 سبتمبر المقبل، ويحوي بين أركانه عشر لوحات لمجموعة من الحيوانات مثل الوعول، الطيور، الثيران، والسحالي الزاحفة، صانعاً منها حكاية وأخروفة بألوان زاهية وخلفيات ملونة تشير إلى العمق الفكري والمعاني الغزيرة. وأطلق السيوي على إحدى لوحاته اسم «الرجل الفيل» ويسرد عبرها قصة حياة الرجل المكافح المعمر، الذي يعمل ويحارب في غابات البشرية الموحشة. وفي لوحة حملت عنوان «الرجل الجدي» رسم رجلاً على هيئة جدي يرتدي بدلة ويحمل باقة زهور متأملاً في الفراغ، ونظرة المجتمع له والاستخفاف بمشاعره. وتكشف لوحة «الأمير المسحور» عن السر الذي يربط الإنسان بالحيوان عبر حكاية الأمير الذي ألقت عليه الساحرة لعنة وحولته إلى حيوان الوجه بشري الجسد، في دلالة على قرب الإنسان من الحيوانات الأليفة التي تكون أوفى من بعض البشر أحياناً. أما لوحة «الجاذبية» فيبرز فيها مجموعة من الفراشات تحلق فوق كومة من الأحذية المتراصة المقلوبة، ويرى فيها فكرة التصاق الإنسان والحيوان بالأرض، وهما مهانان في خضم ظروف المعيشة والفقر. وتحمل لوحة «درس الطيران» رسالة إلى الطموحين الذين يعشقون أجواء الهجرة والبحث عن الذات، بعيداً عن الأوطان التي ألقت بهم في عذاب الاغتراب وجعلتهم سلعة تباع وتشتري بأرخص الأثمان. وتعبر لوحة «الزرافة الميكانيكية» عن ذكاء الزرافة التي لم تستطع التجارب العلمية أن تستغلها في تجاربها البشرية، وبقيت حرة طليقة رغماً عن أنف التطور التكنولوجي والتقدم الرقمي، وتجسد لوحة «المطاردة» هرولة البشرية خلف المال والبحث عنه بطرق غير مشروعة. ويتمكن المتلقي بسلاسة من ملاحظة التدفق الفكري في أعمال الرسام عادل السيوي، عبر محاولاته لإعادة الاعتبار إلى الحيوانات المضطهدة في الأرض، رافضاً الإفراط في استخدام الرموز لإظهار الحقائق على أصولها.