الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

شريكا الانقلاب يحتكمان إلى السلاح

دخل الخلاف بين شريكي الانقلاب نقطة اللاعودة مع احتكامهما إلى السلاح واستعداد كل منهما لمعركة وشيكة في محافظة إب جنوب صنعاء، تزامناً مع انشقاق عدد من الضباط والقادة العسكريين عن علي عبدالله صالح، وانضمامهم إلى الحكومة الشرعية وإعلان تأييدهم لها. وأفادت مصادر الاثنين بأن عدداً من القادة والضباط العسكريين في ميليشيات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، فرّوا من صنعاء ووصلوا إلى محافظة مأرب، شمال شرقي صنعاء. وأوضحت أن عملية ترتيب أوضاعهم في صفوف القوات الشرعية ما تزال جارية، وسط تصاعد التوتر في العلاقات بين صالح وحزبه من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة ثانية. ودفعت ميليشيات الحوثي بمزيد من التعزيزات إلى صنعاء مع عودة التوتر بين الحوثيين وحليفهم صالح وحزبه، ووصل هؤلاء المسلحين من صعدة وعمران ومناطق أخرى، لينضموا إلى ألف آخرين وصلوا إلى صنعاء أخيراً. وفي إطار تصاعد التوتر بين شريكي الانقلاب، اختطف مسلحون حوثيون، أحمد الشومي القيادي في حزب صالح، مدير مكتب التربية والتعليم في مديرية كعيدنة في محافظة حجة جنوبي البلاد. واعتقل الشومي بعد مشادة كلامية مع أحد قادة ميليشيات الحوثي على خلفية توزيع مساعدات إغاثية، وأكدت مصادر في حزب صالح أن مصير الشومي لا يزال مجهولاً حتى الآن. وترافق التصعيد الميداني مع تصعيد إعلامي حوثي ضد صالح، حيث شن القائد الحوثي محمد البخيتي، هجوماً على صالح، محذراً أنصاره من الانخداع به «علينا جميعاً أن نعي خطورة علي صالح، لأنه لا يحمل القيم الاجتماعية اليمنية الأصيلة التي نحملها». وذكرت مصادر يمنية أن التحركات الميدانية لميليشيات الحوثي في محافظة إب جنوبي العاصمة صنعاء الاثنين، تنذر بمواجهات عنيفة مع قوات صالح، وسط تصاعد التوتر بين حلفاء الانقلاب. وبينت المصادر أن ميليشيات الحوثي دفعت بتعزيزات، واستحدثت نقاط تفتيش في مركز المحافظة، مدينة إب، ومداخلها، ولا سيما عند المدخل الغربي، في إطار استعدادها لمواجهة أنصار صالح. وأشارت إلى أن تعزيزات ميليشيات الحوثي تزامنت مع غياب قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي المواليتين للمخلوع علي عبدالله صالح، المنشقتين عن الجيش الوطني. ووفقاً للمصادر نفسها، فإن هذه القوات كانت تتولى في العادة مهمة السيطرة على محافظة إب، وغيابها في الوقت الحالي يثير تكهنات عن تطور خطير في مسار الخلافات بين صالح والحوثيين. وتصاعدت في الأشهر الماضية حدة الخلافات بين حلفاء الانقلاب، وانعكست قبل أيام اشتباكات في العاصمة صنعاء، أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين. وفي وقت سابق الاثنين، ذكرت مصادر محلية أن وزير التعليم العالي في حكومة الانقلاب، حسين حازب، المحسوب على صالح، فرّ من صنعاء خوفاً من انتهاكات الحوثيين إلى مديرية جبل مراد في محافظة مأرب، التي تنعم بحكم الشرعية. وكان صالح قد شارك مع ميليشيات الحوثي المرتبطة بإيران في اجتياح صنعاء عام 2014، والانقلاب على الشرعية المتمثلة بالرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي. ونجحت الشرعية، بدعم من التحالف العربي الذي تشكل في مارس 2015، في دحر الانقلابيين من محافظات الجنوب ومناطق أخرى، متصدية لتمدد الميليشيات. وفي الأشهر الماضية، تصاعدت حدة التوتر بين صالح والحوثيين على خلفية النزاع على تقاسم النفوذ والسلطة في المناطق المحتلة، ونهب الأموال العامة.