من منافع الحج ( 2 )

ومن منافع الحج أيضاً تذكير الحجاج بأهمية حب النبي عليه الصلاة والسلام واتباع سنته فهو القائل: «لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه»، وكان في حجه بأبي هو وأمي رحيماً بالناس، يعلمهم الخير صابراً على تعب السفر وعلى الطاعة وتوجيه الناس مكثراً من الصدقة والبذل، فنحر في يوم العيد مئة من الإبل وهذه تكفي لإطعام عدد كبير من الناس، ومن حج فعليه باتباع سنته عليه الصلاة والسلام، وعليه أن يتعامل مع الناس بأخلاقه العظيمة. ومن منافع الحج بيان فضل مكة المكرمة، فهي البلد الحرام والبلد الأمين، وليست مكاناً للهتافات السياسية أو التوجهات الحزبية، ويا خسارة من منع حجاج بلاده من الوصول إلى مكة ووضع أمامهم العراقيل الكثيرة مخادعاً السذج والبسطاء، متجاهلاً مكانة مكة المكرمة في قلوب جميع المسلمين، وكما أن الطاعة في مكة لها أجر عظيم، فالمعصية أيضاً تقبح في مكة المكرمة كما قال تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)، والعجب العجاب أن تسمع عن حجاج لهم توجهات طائفية جاؤوا إلى مكة بقصد الإفساد في الأرض والإلحاد في الحرم! نعوذ بالله من غضبه وعقابه. ومن منافع الحج بيان فضل خدمة الحجاج وعظيم أجر من يقوم على رعايتهم، فالعباس بن عبدالمطلب عم النبي عليه الصلاة والسلام قام بسقاية الحجاج، فخدمة الحجاج شرف عظيم، ولو استشعر كل واحد منا فضل خدمة الناس في الحج لتغيرت بعض التصرفات الفردية السلبية أثناء عبادة الحج، ولابد أن ننصف جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج، فالحجاج جاؤوا من كل فج عميق، ويؤدون الحج بكل سهولة ويسر وأمن وأمان وحقوقهم محفوظة، ولا يسمح لكائن من كان بالتطاول والاعتداء عليهم، خاصة في عهد خادم الحرمين الشرفين سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، فاللهم اجزه خير الجزاء. وأيضاً لا بد أن نثمن جهود بعثة الحج لدولة الإمارات العربية المتحدة فهي تبذل جهوداً عظيمة جداً في خدمة حجاج الدولة بدعم ومتابعة مباشرة من حكامنا الكرام الذين سخروا الإمكانات كافة لإسعاد حجاج الدولة، فاللهم اجزهم عنا خير الجزاء، واحفظ بلادنا وولاة أمرنا وبارك في جهودهم. باحث شرعي [email protected]