لنختلف من أجل التطوير

في كل موضوع تقريباً يوجد أكثر من رأي، والبعض منا يضيق بأي رأي يختلف عما يؤمن به وما يعتقده، ويحسب أن ما يؤمن به هو الرأي الأمثل الصحيح .. أعتقد أن نظرتنا لاختلاف الآراء مشوهة، حيث نعتبر كل من يختلفون معنا مخالفين لنا، وفي حالة عداء، لذا لا بد أن نفرض ما نؤمن به وما نعتبره حقيقة مطلقة، بينما على أرض الواقع يعتبر تعدد الآراء نعمة حقيقية، وفيها فائدة قد نغفل عنها وهي أنه يقوي أي عمل ويسد العيوب ويساعد على تلافي الأخطاء. الكثير جداً من العلماء كانوا دوماً يفرحون بالآراء المخالفة أو تجدهم يدعون لتعدد الرأي ويسعدهم سماع أكثر من وجهة نظر حول موضوع واحد، عالم الرياضيات الشهير والفيلسوف والكاتب البريطاني الراحل برتراند راسل، له وجهة نظر في هذا السياق يجب التوقف عندها، حيث قال: «لا تخش من أن تكون مختلفاً في الرأي مع الغير، فكل رأي مقبول في الوقت الحالي، كان يوماً مخالفاً لما هو سائد». وفي مثل هذه المقولة دلالة كبيرة على أهمية الاختلاف وتعدد الآراء بل تشجيع على أن تكون مختلفاً، لكن هنا يسعدني التنبيه إلى ألا تمارس الاختلاف لمجرد أن يقال بأنك تفكر بشكل مختلف، وإنما اختلف إذا كان نتيجة طبيعية لتفكير عميق أنتج رأياً جديداً تراه أكثر فائدة وحيوية .. لنختلف تحت شعار المزيد من التطوير والمزيد من الإنتاج والدقة والتفوق. [email protected]