السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فرنسا تخصص 2018 للاحتفاء بالحضارة اليابانية

يتأهب الشارع الفرنسي للاحتفاء بالعلاقات القوية التي تربط بين فرنسا واليابان، وتمتد أواصرها لقرون عدة، إذ تخصص فرنسا عام 2018 للاحتفاء بالذكرى الـ 160 لمعاهدة السلام والصداقة والتجارة التي أبرمت بينها وبين اليابان في عام 1858. ويتزامن العام المقبل أيضاً مع مرور الذكرى الـ 150 لنهاية فترة توكوغاوا التي تميزت بالانغلاق الشديد لليابان منذ عام 1636 حتى 1868. ووفقاً لصحيفة لوموند الفرنسية، سوف تبدأ الاحتفالات الفعلية بهذه العلاقة التاريخية ابتداء من الشهر الجاري لتستمر حتى نهاية 2018، وذلك عندما يحتضن مركز بومبيدو معرضاً ضخماً يستعرض تاريخ بداية تطور فن العمارة الياباني بعد تدمير مدينة هيروشيما 1945. كما ستضم أرجاء القاعة الكبرى في بافيون أرسنال معرضاً مماثلاً لفن العمارة الياباني في باريس في الفترة من 1867 حتى 2017. لتنطلق فعاليات لا حصر لها على مدى العام بحضور مسؤولين من البلدين في كل المجالات. وأشارت الصحيفة إلى أن رحلة الحداثة التي ربطت بين البلدين جعلت فرنسا حاضرة بالقدر نفسه أو أكثر في اليابان. وإلى جانب المعارض الدولية التي نظمت من كلا البلدين في 1867، 1900، 1925، فإن المغامرة الحقيقية للتبادل الحضاري بدأت فعلياً في عام 1930 حينما بدأ عدد من الشباب الواعد في التخصصات كافة رحلة البحث عن الحداثة في باريس، وكان من نتائجها تشييد متحف أوينو للفنون الغربية في 1959، وظل الغرب بشكل عام وفرنسا خاصة النموذج المحرك للعمق الياباني. وأنهت الصحيفة إلى أن اليابان التي اعتادت السيطرة على مصيرها، بدأت تفرز جيلاً كاملاً من المقاولين والمهندسين المتخصصين في محاكاة الذوق الأوروبي، ما تمكن من جذب عدد من الغربيين في مقدمتهم الفرنسيين إلى التفكير في التماهي مع أرض الشمس المشرقة، فكانت بدايات تجسيد الحضور الياباني ابتداء بتصميم حديقة السلام عند سفح مبنى اليونسكو حتى تشييد أوبرا الباستيل الشهيرة مروراً بعدد ضخم من المشروعات العملاقة المميزة في فرنسا مثل متحف الفنون الزخرفية، ومشروع تشييد بورصة الأوراق، إلا أن الأمر لن يقتصر على هذه الإنجازات فقط، حيث إن تخصيص عام كامل لليابان في فرنسا يفضي إلى تطور مرتقب في هذه العلاقة على الصُّعد كافة.