الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تشكيل بالصوف والباستيل

أبدعت أنامل الفنانة التشكيلية ميلانا رسول 20 عملاً فنياً، مطوعة فرشتها المتمردة وريشتها المشاكسة وألوانها الحائرة لتشكل لوحاتها الساحرة على السجاد، مزخرفة إياها بلمسات الفخامة والأناقة. استعانت رسول بخيالها التشكيلي واستدعت منه مظاهر جمالية ورحلات بحرية وجلسات سمر صحراوية، فرسمت باخرة نيلية ترسوا على ضفاف الغابات الخضراء اليانعة مستخدمة اللونين الأبيض والأخضر في تشكيل عملها لتضفي عليه نوعاً من الراحة والسكينة. ورسمت باقات من الزهور والورود الصفراء وشكلت في خلفيتها زوجان متقاربان متفاهمان ينظران إلى المستقبل المشرق وكأن حاضرها مزهر، وأبدعت في أخرى فتاة آية في الحسن تحمل وعاء فخاري ونظرتها حائرة أو تنتظر شيء ما. وتمكنت رسول في لوحة أخرى أن ترسم جواداً عربياً أصيلاً وتمزج معه صورة أنثى راقية، ما يدلل على الصلة التي تربط بينهما وهي الأصالة والمشاعر والأحاسيس، وانتقلت بعد ذلك إلى الحزن والهيام المتجسد في جلسة امرأة تلبسها الهم واستحوذ التفكير على عقلها. وتعرض الفنانة التشكيلية ميلانا رسول جميع لوحاتها في متحفها المنزلي، راسمة معظمها يدوياً على الأجزاء المنحولة من السجاد والقماش والورق مستعينة بألوان الباستيل المختلفة. وارتأت الرسامة التعبير عن نفسها عبر المدرسة الانطباعية التي استطاعت استكشاف حنينها إلى بلدها الأم روسيا عبر رسم المناظر الطبيعية والجبال والأنهار والحدائق. وأوضحت أن ألوان الباستيل الفاتحة أكثر قدرة على التعبير عن نفسها في اللوحات، مقارنة بالألوان الزيتية الثابتة التي لا تتيح فرصة الدمج اللوني. وتروي رسول عبر لوحاتها قصص طفولية تنسجها بالخيوط الملونة الصوفية، ناقلة تجربتها في هذا النوع النادر من الفنون بحرفية ودقة عاليتين. وأشارت إلى أن لوحاتها متنوعة ومستوحاة من التراث الإماراتي والقيم الإنسانية والمجتمعية، كما استخدمت ألوان تعبر عن المناظر الطبيعية لموطنها الأم، حيث تضع رموزاً لأعمالها تعبر عن كيفية الحفاظ على التراث، إذ إن التراث في منظورها ليس مجرد مبانٍ متوارثة لكنه أخلاق وثوابت إنسانية. وأكدت أن نسج اللوحات الفنية يشبه بالضبط عملية نسج السجاد، حيث تبدأ باختيار الصورة التي ستحولها إلى لوحة ومن ثم ترسمها على ورق وتنقلها إلى قطعة السجاد. وذكرت أن فن الرسم على السجاد قديم ومتوارث ويسجل تاريخ الشعوب وأسماء المدن مثل السجاد الأصفهاني، الذي نجح في وضع اسم أصفهان على قائمة أشهر الدول في صناعة السجاد. وحول الزمن المستغرق في تنفيذ لوحة السجاد، فأكدت أنه يعتمد على النقش وحجم وطبيعة الرسومات وكذلك غزارة الأعمال الفنية، وكلما زادت النقشات طالت الفترة الزمنية التي تحتاجها اللوحات النسيجية.