الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

نائب رئيس الدولة يطلق مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الرياضيات والعلوم في المدارس العربية مفتاح لاستئناف الحضارة العربية. واعتبر سموه، أثناء إطلاق مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي الذي يضم «تحدي الترجمة» كأكبر تحدٍّ من نوعه في العالم العربي، أن التعليم الإلكتروني سيكون الطريق الأسرع لردم الفجوة التعليمية في الوطن العربي. وأضاف سموه «طرحنا تحدياً أمام جميع العرب، وهو المساهمة معنا في ترجمة 11 مليون كلمة، وإنتاج 5000 فيديو تعليمي في عام واحد، وندعو جميع المهتمين بالتعليم في الوطن العربي مشاركتنا هذا المشروع الحضاري الدائم».

وتابع سموه «نسعى إلى توفير مادة علمية قوية في الرياضيات والعلوم لكافة الطلاب العرب، والمشروع خطوة أولى في طريق طويل لتحسين واقع التعليم العربي». وتناول الحاجة إلى محتوى تعليمي عربي بمستويات عالية، يكون عابراً للحدود العربية ومتاحاً لملايين الطلاب العرب، لافتاً إلى أن الترجمة أساس من أسس النهضة وتفتح الأبواب لاستيعاب كل أنواع المعارف والعلوم. وذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن واقع التعليم في العالم العربي لا يرضي أحداً، مضيفاً «لا بد أن نكون إيجابيين ونبادر بإشعال أول شمعة، وأنا مؤمن بالقدرات الاستثنائية للطلاب العرب متى ما توفرت لهم الموارد والإمكانيات وأدوات التعليم الحديث، والأمثلة بالمئات». رافق سموه أثناء حفل الإطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، ومحمد بن عبد الله القرقاوي أمين عام مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وعدد من المسؤولين. وينطلق مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي، الذي يندرج ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لبناء قاعدة معرفية جديدة ترسخ مكانة مواد العلوم والرياضيات لدى الطلاب العرب.

ويمثل مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي الذي يضم «تحدي الترجمة»، قفزة نوعية لتعزيز قدرات الطالب العربي عبر أكبر حركة ترجمة علمية تشهدها المنطقة. وأكد وزير التربية والتعليم حسين الحمادي أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يستنهض بإطلاقه مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي الذي يضم «تحدي الترجمة» الحضارة العربية ويؤسس قاعدة رصينة لبناء كوادر عربية قادرة على مواجهة تحديات المستقبل. وأوضح الحمادي أن مشروع التعليم الإلكتروني العربي الذي يستهل مرحلته الأولى بترجمة 5000 فيديو و11 ألف و207 كلمات في عام، يستهدف 50 مليون طالب وطالبة من مختلف الدول العربية. وأضاف أن تركيز المشروع على المواد العلمية «الفيزياء والرياضيات والأحياء والكيمياء والعلوم العامة» يعكس مدى وعي سموه بمستجدات سوق العمل في الأعوام المقبلة. واعتبر المبادرات التي تمتاز بها الإمارات نابعة من يقين ورؤية سديدة تستعد للمستقبل عبر تسليح الأجيال بالعلم والمعرفة، مؤكداً أن التحدي يضمن بقاء طلبتنا في عالمنا العربي ضمن دائرة التنافسية والريادة المعرفية. وذكرت وزير دولة لشؤون التعليم العام جميلة المهيري أن تحدي الترجمة سيسهم في رسم طريق معرفي واضح المعالم أمام أجيال المستقبل، ويضع كنزاً علمياً بين أيديهم، للنهل من معينه وسيشكل منصة رائدة للمعرفة. وأشارت إلى أن هذه الخطوة تظهر ريادة الإمارات على الصعيد المعرفي، والرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي يرى في التعليم بوابة لعبور المستقبل وتحقيق نهضة معرفية تطال جميع أبنائنا الطلبة في الوطن العربي. بدوره، أفاد وكيل وزارة التربية للتعليم العام مروان الصوالح بأن المنجزات الحضارية تقاس بما تمتلكه الأمم من قيم ومعارف وعلوم رافدة لمسارات تقدمها، ومن يريد أن يمتلك رؤية مستقبلية واضحة وزمام المبادرة وسبق الريادة، فعليه أن يجعل التعليم ومصادره في أعلى قائمة الاهتمامات. وأكد أن مشروع محمد بن راشد آل مكتوم للتعليم الالكتروني العربي، خطوة مهمة تستعيد من خلالها الأمة العربية حضارتها وثقافتها وعزتها. من جهتها، أوضحت وكيلة وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع الأنشطة مديرة إدارة الابتكار الدكتورة أمنة الضحاك أن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي، مبادرة نوعية طال انتظارها، لكونها تثري التعليم العربي وتوحد أبناءه عبر نافذة العلم. وأضافت أن المبادرة تستهدف جميع المعلمين والطلبة من داخل وخارج الدولة، وتركز على جهود الوزارة في المرحلة المقبلة، لتشجيع جميع الفئات في الميدان التربوي للتعاطي مع تلك المبادرة بفاعلية وجودة عالية، لنصل إلى الهدف المرجو من التحدي. وكشفت مديرة إدارة التدريب والتطوير في وزارة التربية والتعليم خولة الحوسني عن توجه الوزارة نحو إعداد حقائب تدريبية جديدة لتطوير مهارات المعلمين بما يخدم مسارات تطبيق مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي. وثمن مدير إدارة مناهج الصفوف المتوسطة في وزارة التربية والتعليم الدكتور رشيد الحمادي مبادرة محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي وأكد أنها تشكل مساراً فاعلاً نحو استعادة المكانة العلمية والحضارة الثقافية للعالم العربي. يعد «تحدي الترجمة» ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي مشروعاً رائداً من نوعه لتعريب خلاصة المناهج العلمية العالمية، عبر توفير محتوى تعليمي شامل ومتكامل في مجالي العلوم والرياضيات باعتبارهما من أهم روافد التطور الحضاري. ويشمل التحدي تعريب 5000 فيديو تعليمي في عام واحد بواقع 11 مليوناً و207 آلاف كلمة، بمعدّل 500 فيديو شهرياً، وبإجمالي عدد دقائق يُقدَّر بنحو 50 ألف دقيقة من مونتاج الفيديوهات بحيث توفر حصصاً تعليمية تتناول مساقاتٍ مختلفةً ضمن مواد العلوم كالفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات والعلوم العامة، وفق خطة تعريب مدروسة تراعي الاحتياجات التعليمية للطلبة العرب في شتّى المراحل الدراسية. وتغطي الفيديوهات التعليمية المساقات الدراسية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، بالاستناد إلى مناهج تعليمية مميزة تتوخى أحدث وأرقى المعايير العالمية من حيث الأسلوب والمحتوى، شكلاً ومضموناً.

ويسعى «تحدّي الترجمة» إلى استقطاب آلاف المتطوعين من مختلف أنحاء الوطن العربي من أصحاب الخبرات والمهارات من معلمين وأساتذة وباحثين وتقنيين وفنيين وغيرهم من المهتمين المدعوين للمساهمة في «تحدي الترجمة» عبر ترجمة وتعريب المواد العلمية أو إنتاج الفيديوهات التعليمية أو التعليق عليها أو تصميم رسوم الغرافيكس وغيرها من أدوات مساعدة بصرية وفنية وتقنية عبر التسجيل على الموقع الالكتروني www.almaktouminitiatives.org. وسيجري توفير الفيديوهات التعليمية الخاصة بالتحدي من «أكاديمية خان» العالمية المرموقة وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية تأسست عام 2006 بهدف إتاحة فيديوهات تعليمية تُبثّ على موقع الأكاديمية على يوتيوب لملايين الطلبة حول العالم في مختلف المناهج والمواد التعليمية. وإلى جانب اللغة الإنجليزية، يترجم محتوى الأكاديمية إلى 36 لغة حول العالم من بينها الفرنسية والإسبانية والإيطالية والروسية والهندية ويستفيد من موقع الأكاديمية 40 مليون طالب ومليونا معلّم شهرياً، حيث قدمت الأكاديمية حتى اليوم أكثر من مليار حصة تعليمية حول العالم. ويتألف «تحدي الترجمة» من الناحية العملياتية والإنتاجية كمشروع متكامل والذي يعد أكبر منصة تعليمية عربية من عدة مراحل تبدأ بتشكيل فريق متخصص من الخبراء التعليميين في مختلف المواد والمناهج لاختيار 5000 من الفيديوهات ذات المحتوى التعليمي العالمي في مواد العلوم والرياضيات. ويلبي المشروع الاحتياجات الرئيسة للطلبة العرب في مختلف المراحل الدراسية، ومن ثم تجميع وفرز طلبات المتطوعين الواردة على موقع التحدي من مترجمين ومعلقين ومصممين وفنيين مختصين بالمونتاج، وغربلتها ضمن مراحل تقييم واختيار دقيقة. ويلي ذلك تقسيم المتطوعين، حسب تخصصاتهم، إلى فرق تعمل وفق جدول إنتاج زمني محدد، يبدأ بتفريغ نصوص الفيديوهات التعليمية، ثم مراجعتها وتدقيقها معلوماتياً ولغوياً، يليها إنتاج النص الصوتي وتركيبه على المادة البصرية ضمن عملية مونتاج دقيقة تشمل تضمين كافة الرسوم والأدوات البصرية المساندة، ليتم في النهاية تحميل 5000 فيديو تعليمي في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم العامة وتوفيرها مجاناً لملايين الطلبة العرب عبر أكبر منصة تعليمية عربية، ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي. وأسند إلى وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات عملية مراجعة علمية وفنية دقيقة للفيديوهات الخاصة بـ «تحدي الترجمة»، وذلك عبر لجان مختصة تضم أساتذة وموجهين وخبراء مختصين في مختلف المناهج الدراسية، للتأكد من أن الفيديوهات المعرَّبة والمنتجة تلتزم القواعد والشروط المحددة، لجهة المحتوى المعلوماتي والشكل الفني بما ينسجم ورسالة التحدي الأساسية القائمة على توفير مادة تعليمية متكاملة وفق أفضل وأدق المعايير العالمية. وستحرص الوزارة عبر شراكة وثيقة مع مختلف المؤسسات التعليمية والقطاعات التربوية في الدولة على التأكد من مطابقة محتوى الفيديوهات المترجمة ومواءمتها بما يتناسب والمناهج التعليمية المعتمدة داخل دولة الإمارات، كنموذج مثالي لتعدد المناهج الذي يعكس قماشة المجتمع ذي التركيبة السكانية الغنية.