الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أوزيل يلوّح بالرحيل عن أرسنال والجماهير تتهم الإدارة بالتقاعس

تسود حالة من القلق في أوساط جماهير أرسنال الإنجليزي حول مستقبل نجم الفريق مسعود أوزيل، بعد فشل إدارة النادي في التوصل إلى اتفاق لتمديد عقد الدولي الألماني قبل نهايته في الصيف المقبل، ما يعني أن اللاعب على بُعد أشهر قليلة من الرحيل إلى الوجهة التي يختارها في صفقة مجانية لن يكون للنادي منها سوى الحسرة. ويبدو أن النجم الألماني في طريقه لطي صفحة امتدت لأربعة أعوام مع الفريق الملقب بالمدفعجية، كانت الخيبة العنوان الأبرز لها، حيث فشل النادي في التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ)، ودوري أبطال أوروبا، في وقت اكتفت فيه كتيبة المدرب الفرنسي أرسين فينغر بالفتات من الألقاب المحلية. وانتقل أوزيل البالغ من العمر 28 عاماً إلى أرسنال في اليوم الأخير للميركاتو الصيفي 2013، قادماً من ريال مدريد الإسباني في صفقة بلغت 42.4 مليون إسترليني، موقعاً عقداً مدته خمسة أعوام. وأرسل وصول النجم المعروف بكونه «ملك الأسيست» إلى لندن إشارات عدة فُهمت إجمالاً في إطار نهاية فترة التقشف في أرسنال، وبداية النادي في جني ثمار الرحيل من ملعب الهايبري الصغير إلى ساحة ملعب الإمارات بسعته الضخمة، ما دفع جماهير الفريق إلى اجتياح الشوارع وجنبات الملعب، معربة عن سعادتها باكتمال عملية شراء نجم لم يعوّدهم النادي على شراء أمثاله في الأعوام الأخيرة، بسبب سياسة مدربها الشهير بالبروفيسور في الانتدابات.وارتفعت وتيرة الحماسة بعد مرور 11 دقيقة فقط من الظهور الأول لأوزيل مع الفريق وهو يشعل نتيجة الفوز (3 - 1) أمام سندرلاند بتمريرة هدف تحمل بصمته الخاصة لزميله أوليفيه جيرو. لكن يبدو أن نهاية الحلم بعيدة تماماً عن تلك البدايات الواعدة، إذا بدأ اليأس يتسلل إلى قلوب مشجعي أرسنال من تمديد فترة بقاء الألماني مع النادي، في وقت أيقن فيه كثيرون أن اللاعب سيلقي عليهم تحية الوداع في نهاية الموسم الجاري، من دون أن يحصل ناديهم على بنس واحد. إحباط من جهة أخرى، دفعت هذه النهاية المحبطة للمفاوضات الكثير من جماهير أرسنال لصب جام غضبها على إدارة النادي وتحميلها مسؤولية التفريط في النجم بالتراخي في مفاوضات التمديد قبل وصول عقده إلى العام الأخير والذي يجعل اللاعب في موقف قوي يسمح له بالتفاوض مع النادي الذي يرغب في الرحيل إليه قبل ستة أشهر من نهاية العقد المبرم مع ناديه الحالي. وأشار هؤلاء إلى إعلان اللاعب في أكثر من مرة حبه للحياة في لندن، ورغبته في البقاء في صفوف أرسنال، ليضع الكرة في ملعب إدارة النادي. تصعيد مع تصاعد وتيرة الشد والجذب في قضية أوزيل، حيث ظل النادي طوال 18 شهراً في مفاوضات مباشرة معه من أجل التمديد، بات أوزيل مرمى للكثير من الانتقادات والاتهامات والتي وصلت في أغلبيتها إلى دمغه بالتهرب وادعاء الإصابة تمرداً على الفريق. وصدر الاتهام الأبرز الأسبوع الماضي من أيقونة المدفعجية السابق مارتن كيون الذي أكد في تصريحات إعلامية أن النجم الألماني غادر أرسنال فعلياً، في رحلة اللاعودة، حيث يعيش مع أرسنال جسداً، بعدما غادر نفسياً وعقلياً أسوار النادي اللندني.وما أن خرجت تصريحات كوين تلك، حتى بدأت الكثير من وسائل الإعلام في رسم معالم الطريق المستقبلي للنجم الألماني، إذ يبدو مانشستر يونايتد الأقرب حتى الآن لخطف أوزيل مجاناً الصيف المقبل. تطمين دفعت تلك المستويات البعض للتأكيد أن فقدان أوزيل بنهاية الموسم الجاري لن يكون بمنزلة الكارثة للنادي اللندني. وحاول نجم أرسنال السابق كيون التخفيف من صدمة جماهير أرسنال، عندما جزم أخيراً بأن غياب أوزيل عن مباراة تشيلسي أخيراً لم يكن مؤثراً، مشيراً إلى أن النجم الصاعد أليكس أيوبي ظهر بمستويات استثنائية «أعلم أنه لا يملك موهبة أوزيل، لكن رأينا كيف أن أرسنال فاجأنا بمستوى يوافق بين مهمتي الدفاع والهجوم، أعتقد أنه أفضل أداء رأيته من الفريق في العامين الأخيرين». وعند سؤاله عن الفرق بين أوزيل والنجم المثير للجدل الآخر أليكسيس سانشيز، أوضح كيون «الأمر يختلف بالنسبة إلى سانشيز، أعتقد أنه يحب لعب كرة القدم فقط، وهذا ما سيستمر في فعله، لكن أوزيل فقد أدواته ولم يعد يفكر سوى في الرحيل، أعتقد أنه قد رحل بالفعل ذهنياً ونفسياً». انتقادات وأرقام تباينت الكثير من الأراء حول أوزيل منذ وصوله إلى لندن، إذ يتغنى البعض باسمه ويتغزل آخرون في مهاراته ولمساته الساحرة، بينما يصفه آخرون بالكسل، نظراً إلى قلة تحركاته في الملعب. وكثيراً ما كانت لغة جسده محل نقاش وجدل المحللين الذين ينتقدون حالة الخمول التي يبدو عليها أحياناً، خصوصاً في المباريات خارج ملعب الإمارات. إلا أن الحقائق يمكنها لجم أولئك المنتقدين، إذ تبيّن الأرقام أن أوزيل وفي الأعوام الأربعة التي قضاها في أرسنال حتى الآن، تصدّر تقريباً كل مؤشرات الأداء، عندما يتعلق الأمر بصناعة الفرص، وهي المهمة التي انضم من أجلها إلى أرسنال. وعلى الرغم من هذه الأرقام المثيرة للإعجاب، فإن ثمة اعتقاداً يسود أن الفريق اللندني ربما يكون أفضل من دون أوزيل، الأمر الذي يناقض تلك الضجة التي صاحبت وصوله إلى ملعب الإمارات. ويشير المؤيدون لهذا الطرح إلى أن الفريق ظل يلعب في الأسابيع الأخيرة في غياب الألماني أو تمرده، بحسب كيون، بشكل أفضل، إذ حقق الفوز في ست مباريات من بين السبع التي خاضها أخيراً في كل المسابقات، متجاوزاً البداية المهزوزة التي لازمته في بداية الموسم.