الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أهداف غير تقليدية للإرهاب

في 15 يوليو 1991 جرى إطلاق قذائف هاون على مركز الفنون الذي يملكه الفنان عبدالحسين عبدالرضا، وفي 8 مايو 1992 جرت محاولة اغتيال فاشلة استهدفت الفنان نفسه بوابل من الرصاص، لكن الأجل مكتوب وبيد الخالق وحده، وغادر عبدالرضا دنيانا سنة 2017. إحدى العمليتين الإرهابيتين دبّرها الرئيس العراقي صدام حسين رداً على مسرحية عبدالرضا «سيف العرب»، والثانية دبرها منظر تنظيم القاعدة أبومحمد المقدسي. أتحدث عن ما تعرض له عبدالرضا متذكراً حوادث مشابهة في مصر طالت رموز الفن والإبداع، إذ تعرض الروائي العالمي نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال، وكذلك الصحافي مكرم محمد أحمد، وتلقى الفنان عادل إمام تهديدات بالقتل غير مرة بسبب أعماله التي تفضح الإرهاب والإسلام السياسي، وللأسف نجحت يد الإرهاب الغادرة في اغتيال المفكر المصري القدير فرج فودة. الحوادث السابقة تكشف لنا عمق أثر الفنون والكلمة في تنوير الشعوب وإنقاذهم من الهلاك، وتكشف لنا أيضاً استهداف الإرهابيين لمعنى الحياة الذي أراده رب العباد. كتب المفكرون والمحللون كثيراً عن عوار الإرهاب وخطورته، لكن حلقة درامية واحدة، أو فيلماً سينمائياً واحداً، يعطي أثراً يفوق كل الوعظ. استهداف الإرهاب لأيقونات غير تقليدية رسالة لنا للتركيز على الطرق غير التقليدية في مواجهة الإرهاب، وهنا أوجه دعوة صادقة ومخلصة لأهل القلم والفن من أجل التضافر والتآزر لمواجهة هذه الآفة الخطرة والمميتة.