الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

بوكيتينو يجني ثمار الاستثمار خارج الملعب

عندما نقل نادي توتنهام الإنجليزي مبارياته إلى ملعب ويمبلي الشهير في لندن من أجل إعادة بناء ملعبه القديم (وايت هارت لين) التزم النادي ببناء نزل سياحي إلى جوار موقع تدريبات الفريق بتكلفة 30 مليون جنيه إسترليني. وربما يعد المشروع بالنسبة للكثيرن كغيره من المشاريع الإنشائية الضخمة، لكنه بلا شك شيء مختلف من جهة نظر المدير الفني للفريق الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو وطاقمه المعاون المهتمين بخلق بيئة ملائمة للاعبين. وسيكون المبني الذي يضم 45 غرفة من فئة الـ 5 نجوم إلى جانب الجناح الصحي والمرافق وإعادة التأهيل جاهزاً للاستخدام في غضون أشهر، حيث يمكن للاعبين أخذ قسط من الراحة عقب المباريات خاصة الأوروبية بدلاً من الاضطرار للعودة إلى ديارهم وقطع مسافات طويلة والعودة مجدداً. يسعى بوكيتينو الذي عُرف بتركيزه على التفاصيل الصغيرة، لوضع توتنهام بين مصاف الأندية الكبرى كما تفعل أندية مانشستر سيتي وريال مدريد، التي تملك نزلاً بالقرب من مراكز التدريب الخاصة بها. ويشهد توتنهام طفرة نوعية على صعيد البنية التحتية والمستوى الفني منذ وصول المدرب الأرجنتيني إلى دفة القيادة الفنية موسم 2014، حيث قاد الفريق لاحتلال المركز الثاني الموسم الماضي، فضلاً عن النتائج المميزة التي يقدمها في دوري أبطال أوروبا وآخرها النقطة الثمينة التي عاد بها من ملعب (سانتياغو برنابيو) أمام ريال مدريد الإسباني. رؤية جديدة تألق توتنهام بشكل واضح في السنوات الأخيرة على مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، وإن كان فشل في الوصول لأحد اللقبين، ورغم ذلك يصر المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو على أن فريقه مازال قيد التكوين. وأظهر المدرب السابق لساوثهامتون رؤية طموحة لإرساء قواعد مشروع توتنهام الجديد، بالاهتمام بتطوير النادي من جميع النواحي الفنية والإدارية إضافة للبنية التحتية، ما يفسر سعيه لتوفير بيئة ملائمة لراحة لاعبيه. وبدت بالفعل ملامح العمل الذي يقوم به بوكيتينو تتضح للعيان، خصوصاً في دوري أبطال أوروبا، حيث يتصدر الفريق مجموعته بعد الأداء المبهر الذي قدمه أمام ريال مدريد، بل ونجح في انتزاع نقطة غالية من الفريق الإسباني داخل أرضه بالتعادل بهدف لكل في الجولة الثالثة من المنافسة. وربما يدين الفريق بالكثير من الفضل للحارس الفرنسي المتألق هوغو لوريس الذي تمكن من إنقاذ العديد من الكرات التي لا تُصد من مواطنه كريم بنزيمة، إضافة لتسديدات البرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن ذلك لا ينفي أن الفريق الإنجليزي وقف نداً قوياً في وجه حامل اللقب. تبديلات مفاجئة خاض المدرب الأرجنتيني لقاء سانتياغو برنابيو بأسلوب مختلف عن الذي اعتاد عليه في الدوري الإنجليزي، وأدخل العديد من التعديلات على التشكيلة «أعرف أن الجميع تفاجأ بالتشكيلة، لكن كان من المهم أن نفاجئ خصمنا أيضاً، وأن نكون مرنين في امتلاك طرق لعب مختلفة». وأردف «من المؤكد أننا لو فتحنا اللعب أمام ريال مدريد لتفوقوا علينا بسرعة، الهدف من تلك الطريقة كان إغلاق المساحات والحفاظ على الكرة، وصحيح أننا واجهنا بعض الصعوبات في المباراة لكن لدينا التحدي والإصرار للظهور بشكل جيد». ولم يكن من المستغرب تركيز توتنهام على الأداء الدفاعي أمام الفريق الملكي بالدفع بلاعب إضافي في الخط الخلفي، لكن لم يتوقع أحد أن يعتمد بوكيتينو على الإنجليزي إيريك داير كقلب دفاع ثالث إلى جانب الرباعي سانشيز، ألدرفيلد، أوريير وفيرتنجن. طرق جديدة من الواضح أن المدرب البالغ من العمر (45 عاماً) يحاول إيجاد لعب طرق جديدة وإستراتيجيات مختلفة من خلال التغييرات التي يجريها على مراكز اللاعبين، للتعامل مع كل الظروف التي يمكن أن يواجهها الفريق في المستقبل. وتبدو بعض تعديلات بوكيتينو منطقية، لكن المفاجأة كانت في إقحام الإسباني فرناندو لورينتي البعيد عن أجواء المباريات نسبة للإصابة التي تعرض لها قبل بداية الموسم، حيث جاء أداؤه بطيئاً وغير فعال إلى بجانب هاري كين في المقدمة الهجومية. ولعل رؤية المدرب الأرجنتيني كانت ترمي إلى منح المهاجم الإسباني الفرصة المناسبة لاستعادة مستواه عبر مباراة قمة على ملعب سانتياغو برنابيو، خصوصا أن اللاعب عُرف بتألقه الدائم أمام ريال مدريد عندما كان يلعب بألوان أتلتيكو بلباو، لكنه لم يكن مناسباً في تلك المباراة. ويبدو أن الأرجنتيني، الذي صرح من قبل برغبته في تولي تدريب ريال مدريد، أراد التفاخر وإظهار بعض مواهبه التكتيكية أمام مسؤولي وعشاق الريال داخل أرضه ووسط جمهوره، خصوصاً أن الرجل كان يشكل أحد اهتمامات النادي في وقت سابق. وزاد تألق توتنهام أمام ريال مدريد من سقف الطموحات لدى محبي الـ (سبيرز) بإمكانية تحقيق ما عجز عنه الفريق طوال سنوات، كما يبين المدرب الأرجنتيني «مثل هذا الأداء يجعلنا نؤمن أكثر بأنفسنا، وطريقة اللعب تثبت أننا مازلنا فريقاً قوياً، فأن نأتي إلى مدريد ونلعب بهذا المستوى يعطينا إحساس بأنه يمكننا فعلها».