السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

خوانا ماتا: كرة القدم أكثر من مجرد رياضة.. ويونايتد عائد إلى منصات التتويج

يظل الجلوس لـ 18 دقيقة مع نجم بمواصفات الإسباني خوان ماتا أمر غاية في المتعة، تضاهي ربما مشاهدة تحركاته الساحرة على الملعب، وهي إن بدت مدة زمنية قصيرة لمحاورته، لكنها تبقى مثيرة وحاشدة بالطرح، لجهة ما يتمتع به نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي من اطلاع وثقافة في عالم الكرة قل مثيلها. أمر آخر، ربما كان له أثر كبير في أن يخرج اللقاء مع ماتا فياضاً بالتفاصيل، وهو قدومه إلى أحد الفنادق في منطقة ألترنكهام، وحيداً بدون وكلائه أو رعاته، الملازمين له في الكثير من الأحيان. ويعيش نجم الشياطين الحمر والمنتخب الإسباني أفضل أوقاته مع الفريق الإنجليزي وتحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، بعدما بات أحد أعمدة الفريق الأساسية «إنه الوقت المناسب لتحقيق كل شئ خصوصاً في مثل هذا العمر». وأكد ماتا أن العلاقة بينه وبين المدرب البرتغالي على أحسن ما يكون على عكس ما يعتقد الجميع، لجهة الخلافات التي أدت إلى مغادرة الإسباني لتشيلسي الإنجليزي من قبل بسبب مورينيو الذي كان يدرب الفريق اللندني وقتها. وعلى الرغم من المنافسة القوية في الدوري الإنجليزي الموسم الجاري لكن ماتا شدد على أن اللقب لن يغادر مدينة مانشستر سواء عن طريق السيتي أو اليونايتد «أعتقد أن المنافسة ستنحصر بين غوارديولا ومورينيو فقط في الموسم الجاري». وانضم خوان ماتا إلى صفوف مانشستر يونايتد شتاء 2014 قادماً من تشيلسي الإنجليزي بعدما فشل في إقناع المدرب البرتغالي الذي كان يدرب الفريق وقتها بأهميته في التشكيلة. مهارة رغم اعتماد الدوري الإنجليزي بشكل أساسي على اللياقة البدينة والالتحامات القوية على الملعب، فإن ذلك لم يمنع الإسباني من التألق وإثبات قدراته مستخدماً سلاح المهارة التي طالما تميز بها اللاعبون الإسبان، «عندما تصل اللعبة إلى مرحلة الجنون، فإن هذا يخلق مساحة أكبر». وأضاف «الدوري الإنجليزي دوري بدني في المقام الأول وهذا يلعب دوراً كبيراً في المنافسة». ويرى ماتا أن النجاح في كرة القدم لا يعتمد على اللياقة البدنية أو المهارة فقط، بل القدرة على التفكير أثناء استلام الكرة واتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب «أعتقد أن أفضل اللاعبين الذين يصنعون قرارات صحيحة بنسبة 100 في المئة هما أسطورتا برشلونة إنييستا وتشافي هرنانديز، وهناك أمثلة إنجليزية جيدة أيضاً مثل سكولز، لامبارد، وجيرارد الذين برزوا أيضاً في هذا المضمار». مشاريع ربما امتاز الماتادور الإسباني، البالغ من العمر (29 عاماً)، بميله نحو محاربة التقليدية في عالم الكرة، أي إجبار نجوم اللعبة على الركض وراءه، مشيراً إلى أن النجومية محصلة تميز اللاعب في عدد من المجالات. ويحمل ماتا دبلوماً في الصحافة من الجامعة متعددة التخصصات في مدريد، إلى جانب ولعه بدراسة علم النفس وعلم الرياضة بشكل عام وأيضاً التسويق. وربما كان ذلك سبباً في تبني ماتا مشروع دعوة الرياضيين للتبرع بجزء من دخلهم في كرة القدم لصالح مشروع الهدف التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وأوضح الإسباني عن ذلك «مشروعنا يقوم على التبرع بواحد في المئة من المدخرات الرياضية، إذا وصلنا إلى هذه النسبة من كامل إيرادات كرة القدم فإن النتائج ستكون مذهلة، وحتى الذي لا يملك وضعاً مالياً جيداً، بإمكانه الانضمام والمساهمة معنا عبر نشر الكلمة». ويشرح نجم الوسط كيف تبلورت الفكرة «كنت أفكر في إنشاء مؤسستي الخيرية لكن عائلتي شجعتني للتفكير في كرة القدم بطريقة جديدة، بعد ذلك التقيت بمؤسس ستريت فوتبول وورلد يورغن غريزبيك الذي يدير الآن مشروع الهدف». وأردف «بدأ غريزبيك عمله في كولومبيا بعد وفاة أندريس أسكوبار الذي قتل بسبب تسجيله لهدف بالخطأ في مرمى منتخب بلاده في كأس العالم عام 1994 وتوصلنا إلى ضرورة استخدام كرة القدم لمساعدة الآخرين والفكرة تتلخص في الحصول على التبرع بواحد في المئة من مداخيل كرة القدم». ولكن رغم سعي الإسباني لاستقطاب الرياضيين لمشروعه، إلا أنه أكد عدم دعوته لمدربه جوزيه مورينيو «في بعض الأحيان يكون من الصعب الخروج من روتين التحضير للمباريات للتفكير في هذه الأمور، ربما يحدث ذلك مستقبلاً». وسرعان ما عاد ماتا لمدح أسلوب المدرب البرتغالي «عندما جئت إلى هنا في يناير 2014 كان الفريق يمر بفترة صعبة بعد نهاية حقبة السير أليكس فيرغسون، انتهت بتعاقب ثلاثة مديرين فنيين و15 لاعباً، لكن الوضع تغيّر الآن، وبتنا مع مورينيو قريبين من الشكل الذي نرغب فيه، كما أننا ندرك أيضاً تحمس جماهير يونايتد لرؤية كرة قدم مثيرة الموسم الجاري، خصوصاً في أولد ترافورد». وتابع «أعتقد أنني في لحظة مثالية جداً للحصول على الألقاب، وتحديداً في هذا السن (29 عاماً) هذا أمر مهم بالتأكيد لكل لاعب في مسيرته مع الساحرة المستديرة». ورأى ماتا أن الشخصية القوية والتي يتمتع بها المدرب البرتغالي هي التي تميزه عن بقية المدربين «ما يتسم به مورينيو هو حبه دوماً للفوز، هذا أمر طبيعي وينشده الكثيرون، لكن مورينيو في رأيي يتمتع بنسبة أكبر، وهذا في تقديري ما سيمكننا من خطف لقب أو اثنين في الموسم الجاري». صعوبة على الرغم من القوة التي تبديها أندية مثل توتنهام وتشيلسي، إلا أن المنافسة ستنحصر الموسم الجاري بين البرتغالي جوزيه مورينيو والإسباني بيب غوارديولا، بحسب ماتا، لكن الأمر سيكون صعباً في دوري الأبطال «نعم قطبا مانشستر الأكثر جهوزية، لكن الأمر في دوري أبطال أوروبا مختلف للغاية». وتابع «تحتاج إلى القليل من الحظ في دوري الأبطال، ولكن في وجود لاعبين مثل ماتيتش، لوكاكو وليندلوف تبدو المهمة أسهل». وزاد «ماتيتش لاعب يتصف بالقوة الجسدية بينما يضيف فيكتور روح الشباب، فضلاً عن لوكاكو الذي يشكل الجبهة الهجومية التي ستكون أكثر خطورة مع عودة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في ديسمبر المقبل، هذه جميعها مؤشرات على مقدرتنا على قهر الصعاب، وخطف اللقب الأغلى».