الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

توأمة بين تنظيمي الحمدين والقاعدة ـ إخوان للتآمر على التحالف العربي

تروج قطر في الآونة الأخيرة لعناصر مريبة في اليمن بوصفها كياناً جديداً على الساحة اليمنية، ويصاحب التعريف بها بروباغندا تنظيم الحمدين الإعلامية التي تصف الكيان الجديد بـ «المقاومة»، وبنظرة فاحصة على العناصر التي يصفها إعلام الجزيرة وأخواتها بـ «المقاومة»، تعود للواجهة خطة تنظيم الحمدين التي استخدمها في دعم جبهة النصرة في سوريا وداعش والقاعدة في ليبيا، وهي تسويق الإرهابيين بوصفهم «مقاومة»، هذه الكلمة غير المرتبطة بكيان أو أهداف أو توجهات أو نوايا تعرّف بها الدوحة حلف القاعدة إخوان الذين تجندهم وتمولهم لاستهداف التحالف العربي بعد كشف تآمرها عليه وطردها منه. تعتمد الخطة القطرية في مرحلة ما بعد الخروج من التحالف على أربعة محاور، الأول تشكيك المجتمع العربي والدولي بأهداف التحالف، وتسخر لهذا الهدف مجموعة جمعيات «حقوقية» مأجورة تصدر تقارير مكذوبة بين الحين والآخر، والمحور الثاني تفتيت انتماءات المجتمع اليمني وضرب ثقته بالشرعية، إذ تسوق قطر حلفها للشارع اليمني بوصفه بديلاً للشرعية في اليمن، وتسبغ عليه تحليلات وبرامج الجزيرة توصيفات الشعب اليمني الحر لتختصر كل اليمن في زمرة من الإرهابيين، والمحور الثالث هو التركيز على محافظات يمنية بعينها تنشط فيها عناصر كيانها الجديد وجعل الملف اليمني يتمحور حولها فقط، أما المحور الرابع فهو محاولة ساقطة لدق إسفين الخلاف بين أبوظبي والرياض، ثم تجد المحاور الأربعة طريقها لقناة الجزيرة ومحطات أخرى يدعمها تنظيم الحمدين ويتلخص دور الأخيرة في التسويق للكيان الجديد، استعطاف الرأي العام، كسب الموالين وترويج الأكاذيب ضد التحالف العربي. يتركز عناصر الكيان المدعوم من الدوحة في أربع محافظات يمنية هي لحج وأبين وشبوة وموزع في تعز، وينشط هناك تنظيم الإخوان فرع اليمن أو ما يعرف بـ «حزب الإصلاح»، تعاونه قيادات تنظيم القاعدة من العناصر المطلوبة دولياً العائدة من أفغانستان، والذي يطلق على نفسه «القاعدة في جزيرة العرب» وتصف الدوحة «حلف القاعدة - إخوان» بالمقاومة، وتستنكر قنواتها ليل نهار الضربات الموجعة التي يتلقاها إرهابيو القاعدة وعملاؤهم على يد قوات التحالف. لا يهتم تنظيم الحمدين فعلياً بما يحدث على أرض اليمن، إلا أن دعم تلك القوات وفق محاوره الأربعة السابقة يحقق له مجموعة أهداف أبرزها إشغال الرأي العام عن ملف قطر في دعم الإرهاب وأزمتها مع الدول الداعية لمحاربة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر)، كما تعمل تلك القوات بالتنسيق مع الحليف القطري العتيد إيران على استنزاف قوات التحالف في معارك جانبية للتقليل من التركيز على ميليشيات الحوثي الإرهابية ومحاولة إطالة أمد المعارك في اليمن إلى أكبر قدر ممكن من الوقت، ثم يأتي أخيراً دور المكاسب السياسية التي تمني بها الدوحة حلفاءها من إخوان اليمن والقاعدة في حال استمروا في دورهم بوصفهم حجر عثرة في طريق إعادة الأمل بأن يصبحوا جزءاً من حكومة الميليشيات الحوثية، ووفقاً لهذه المكاسب يتبادل حلف الحوثي صالح وحلف الإخوان القاعدة الأدوار في استهداف الشرعية والتحالف والشعب اليمني لإنهاكه، ملقين باللوم على قوات التحالف العربي.