الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

فليتعلموا من أبي جهل

حين حاصر أبو جهل عمرو بن هشام، رأس الكفر، بيت الرسول الأعظم في مكة ليلة الهجرة، أغفاه الله ومن معه، وحين تنبهوا لمغادرة النبي مهاجراً في اليوم التالي، قال كفار قريش لأبي جهل، لماذا لم تقتحم منزل النبي بدلاً من محاصرته وانتظاره، فرد عليهم: «وتقول العرب إن أبا جهل روّع بنات محمد، وا خزياه». تذكرت القصة السابقة وأنا أطالع الأخبار الواردة قبل مدة قريبة من قطر، إذ اقتحم الأمن القطري كاللصوص قصر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، واعتدوا على خصوصية والدته الشيخة منى الدوسري باقتحام غرفتها وسرقة محتوياتها، وتم تعذيب العاملات والعاملين بالقصر ومصادرة ما فيه. وتمت أيضاً مصادرة أرصدة وأملاك الشيخ سلطان، وقبل ذلك فعلوا الشيء نفسه مع حكيم الدوحة وآل ثاني الشيخ عبدالله بن علي الذي غرد في تويتر: «شرفني النظام القطري بتجميد جميع حساباتي البنكية، وأشكرهم على هذا الوسام وأتشرف بتقديمه للوطن ومن أجله. أتمنى من قطر طرد صيادي الفرص وأصدقاء المصالح، وأن تعود إلى حضنها الخليجي وأهلها الغيورين عليها فلن ينفعنا أحد سواهم. حفظ الله قطر وأهلها». هاتان القصتان، مع ما شاهدناه سلفاً من إسقاط الجنسية عن قطريين شرفاء، كل ذلك يثبت أن خصومتنا مع النظام الحاكم في قطر خصومة أخلاقية قبل أن تكون سياسية، ومن فقد أخلاقه لا يعول عليه في شيء. [email protected]