التناغم الذاتي

النفس المتناغمة مع الحياة هي النفس التي تتمتع بالقدرة على تحقيق الانسجام الداخلي مع الذات، فعندما تعيش حياتك وفق معطيات الله لك، وتتسلح بالإرادة والعزيمة والثقة في ذاتك، وتحقق التوافق بين رغباتك الداخلية ومقوماتك الشخصية وأهدافك في الحياة، متجنباً كل ما هو سلبي يقطع عليك سبل الراحة، فأنت بذلك تحقق التناغم النفسي الذي هو ذروة الانسجام بين حواسك ورغباتك وأحلامك وآمالك. عندما تكون أكثر فهماً لنفسك وقادراً على تلبية احتياجاتك وتحقيق رغباتك، فأنت بذلك أكثر اطمئنانا وأكثر راحة وسلاماً مع نفسك وعالمك المحيط. عندنا تخلد إلى مطرح نومك وأنت تحمل في قلبك الامتنان لله ولمن حولك، وتترك الدنيا خلفك بقلب منشرح ونفس راضية عن جميع تفاصيل الحياة حولك، فأنت حقاً منسجم مع حياتك. عندما تستعيد عافيتك بعد نومك مستبشراً بالخير ومتفائلاً باليوم، فأنت متناغم مع إشراقة الصباح وما يحمله من حياة وخير. عندما تسمع همس ذاتك بألحان الرضا والتقدير تجاه نفسك، ومعززاً لطاقاتك، فأنت تتمتع بالتناغم مع ذاتك. عندما تصبح أكثر وعياً وإدراكاً لما تحتاج ومن تحتاج، ومن يستحقون منك اهتمامك، قادراً على التأقلم مع معظم الظروف، فأنت بذلك متناغم الذات. عندما تصل إلى مرحلة تصنيف ما ترى وتسمع، وتمييز من حولك، وترتيب أولوياتك فأنت تسير حقاً في طريق التناغم الذاتي مع نفسك. عندنا تتنفس بعمق مستشعراً نسيم الحياة فأنت في قمة تناغمك مع حياتك.