الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

معاناة تشيلسي أوروبياً تهدد بموسم كارثي .. والجماهير تتهم المدرب بإرهاق اللاعبين

لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع ما يحدث في أجواء ملعب ستامفورد بريدج في لندن حالياً، حيث يعاني فريق تشيلسي الإنجليزي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (البريميرليغ)، من دوامة أزمات في النتائج، كانت أكثرها إيلاماً السقوط المدوي أمام رومال الإيطالي بثلاثية بيضاء في دوري الأبطال الأسبوع الماضي. ودقت الهزيمة الكبيرة ناقوس الخطر في الفريق الملقب بالبلوز، كما ضاعفت الضغوط إجمالاً على مدربه الإيطالي كونتي، والذي ،بحسب الكثيرين، المتسبب الأول في التراجع محلياً وأوروبياً. وبالعودة إلى النتيجة الكارثية في مباراة روما الأخيرة، بدا الكثير من عشاق البلوزعلى قناعة كبير بخلع فريقه لثوب البطل الذي طالما أرتداه في الموسم الماضي، وأيضاً لقب الفريق الذي لا يقهر، وهو ما زاد من المخاوف، وانعكس بالتالي على مطالبات لا حصر لمجلس إدارة الفريق إلى التدخل ومعالجة الخلل الذي يمكن أن يهوي بالفريق. جدل بالغوص أكثر في تفاصيل السقوط المذل أمام روما، شكلت واقعة الأولمبيكو حالة خاصة من الاستسلام وارتباك الدفاع وتبديد جهود الهجوم للفريق الملقب بـ "البلوز"، الأمر الذي ترك المدرب في مرمى سهام النقد. ويرى نقاد أن حالة الإرهاق التي ظهر عليها الفريق تعود للتدريبات الشاقة التي ينتهجها المدرب الإيطالي، بينما جزم آخرون بفشل المدرب في إيجاد التوليفة المناسبة لتغطية الغيابات التي يعاني منها الفريق، في وقت تجد مجموعة أخرى بعض العذر لكونتي مشيرة إلى أن رفض إدارة النادي اكمال صفقات قوية في سوق الانتقالات الصيفية ترك الفرق بدون خيارات جيدة لتغطية الغيابات المهمة وتعويض رحيل نجوم مثل نيمانيا ماتيتش، الذي شكل إضافة قوية لفرقة المدرب جوزيه مورينيو في مانشستر يونايتد. وكثيراً ما استخدم كونتي كلمة "طارئ" لوصف الموسم الذي يمر به الفريق قبل أن يؤكد أن الإصابات هي القشة التي قصمت ولا تزال ظهر فريقه، لكن يبقى ضعف النشاط في سوق الانتقالات هو المحور الرئيس لتذمره من إدارة النادي. بدروهم، أكد محللون أن المدرب محق في ما ذهب اليه، وبيّنوا أن غياب العمق الكافي يُضعف جهود الفريق للمنافسة على أربع جبهات ويقلل من فرص ظهوره بالقوة نفسها التي اعتاد عليها جمهوره في الموسم الماضي. إجهاد فيما يتعلق بحاجة الفريق لإنجاز الإضافات المطلوبة يتوقع أن تأخذ إدارة النادي هذه المخاوف بعين الاعتبار في يناير المقبل، بيد أن الرافضين لتبريرات أنطونيو كونتي يرون أن سياسة المدرب الإيطالي لا تستند على توفير الخيارات وتوزيع الفرص على اللاعبين. وأشار هؤلاء إلى الانتقادات التي تعرض لها في فترته مع يوفنتوس واعتماده على مجموعة معينة من اللاعبين، الأمر الذي يتكرر في تشيلسي في الوقت الحالي بتكثيف مشاركات لاعبين أساسيين ليصبحوا عرضة لمخاطر الإرهاق. وفي الموسم الجاري شارك الإسباني سيزار أزبيلكويتا في كل دقيقة من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يغب سوى 15 دقيقة فقط عن مباريات الفريق في دوري أبطال أوروبا، كما شارك ماركوس ألونسو في جميع مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، بينما كانت الخسارة بنتيجة 3-0 أمام روما هي المباراة رقم 16 لنجم الوسط سيسك فابريغاس في الموسم الجاري. ودفعت تلك الضغوط حارس مرمى الفريق تيبو كورتوا لقرع جرس الإنذار مبكراً "أمثال فابريغاس وباكايوكو يشاركون في كل المباريات وهو ما يشكل ضغطاً على أقدامهم". وأضاف الحارس البلجيكي "يصعب عليهم تحمل الضغط، خصوصاً حينما نجد أنفسنا بمواجهة ثلاثة لاعبي وسط". ومع تواصل الضغط اعترف مدرب تشيلسي بأنه اضطر لتقليل عدد الحصص التدريبية في الأسبوع نسبة لازدحام جدول المباريات في الموسم الجاري، لكن من غير المتوقع أن يغير المدرب من كيفية التدريبات، لجهة أن ذلك منهجه في العمل التدريبي، في وقت لا يتواني في ه المدرب عن نسب الفضل في نجاحاته إلى منهجية الشاقة في التدريبات. ضحايا في الموسم الماضي تمكن تشيلسي من تجنب عقبة الإصابات، وقبل الجولة الأخيرة التي خاضها الفريق بعد أن ضمن لقب الدوري كان المدرب قد أشرك 16 لاعباً فقط من البدلاء، لكن في الموسم الجاري وبعد مرور عشرة جولات فقط ارتفع الرقم إلى 17، أي واحد فقط جديد، متزامناً مع الارتفاع في قائمة الإصابات. ويرتدي المدافع ديفيد لويز ، حالياً، رباط ضاغط على إصابة في قدمه اليمنى، ولم يبلغ باكايوكو التعافي الكامل من عملية جراحية في الركبة، بينما لايزال فيكتور موسيس يعاني من اصابة بقطع في أوتار الركبة، وعاد اللاعب داني درينكوتر للتو من جلسات التعافي من الإصابة في ربلة القدم. وتمتد قائمة الإصابات لتشمل المهاجم الفارو موراتا الذي يعاني من آثار تعرضه لإصابة في الفخذ في المباراة أمام مانشستر سيتي، وخرج وهو يعرج على ملعب الأولمبيكو لعدم تمكنه من إكمال الشوط الثاني من المباراة أمام روما. وينضم المهاجم إدين هازارد إلى قائمة الضحايا وهو يتعرض لانتكاسة أخرى بعد طول فترة تعافي من آثار عملية جراحية في الكاحل، وفوق كل تلك الإصابات يبقى التأثير الأكبر هو الذي يعانيه الفريق من إصابة عميد الارتكاز نغولو كانتي، أفضل لاعب في العام للموسم الماضي. وتسببت إصابة الفرنسي في خلط اوراق البلوز، إذ تلقى الفريق 11 هدفاً في المباريات الست التي شهدت غيابه، ولا يبدو المدرب الإيطالي واثقاً في امكانيات أي لاعب آخر يمكنه اللعب بجانب فابريغاس ليحرر الاسباني لمهام هجومية أكثر، وهو ما يؤثر في التوازن الكلي للفريق. ضغط بالعودة إلى الوراء قليلاً نجد أن هزيمة تشيلسي المذلة أمام روما أوروبياً الأسبوع الماضي، كانت مشابهة للنتيجة التي خرج بها الفريق أمام يوفنتوس الإيطالي في نوفمبر 2012 والتي تسببت في فقدان مدرب تشيلسي روبيرتو دي ماتيو لوظيفته بعد أشهر قليلة من التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا 2012. ويؤكد الأمر حقيقة مخيفة تواجه مدرب تشيلسي الحالي كونتي وهي أن الإدارة العليا لا تتحمل رؤية فريقها يتعرض للإذلال، وتقف مكتوفة الأيدي. من جهة أخرى، ربما يجد الخبير الفني الإيطالي بعض التعاطف بسبب ما أنجزه في الموسم الماضي، لكن يبقى التساؤل قائماً ما اذا كانت إدارة النادي المشهورة بمحدودية صبرها على المدربين ستسمح للإيطالي بالبقاء لإكمال عقده الممتد حتى 2019. ويحدث هذا في وقت، يبدو فيه المستقبل ضبابي في الفريق، وهو أمر لن يخفف من حدته فوز الفريق في جولة أو أثنين ضمن البريميرليغ، ليبقي الرهان على التسجيلات التكميلية ومدى تعاقد البلوز مع بدلاء لسد النقص، ووقف التدهور في المستوى والنتائج.