الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

جريح الكالشيو .. مونتيلا قادر على إعادة دوزنة روزنيري ميلان مجدداً

تقف قبة ميلان دومو دي ميلان شامخة في ميدان القبة بيازا دي دومو، ويعتبرها الكثيرون شاهداً حياً على ميزة الصبر التي يتحلى بها جمهور ميلان، جرى التحضير لإنشاء القبة عام 1386، وانتهى إنشاؤها رسمياً عام 1965. أما كاتدرائية المدينة الأخرى (سان سيرو) فتطورت خلال الأعوام لتصبح أحد المعاقل التي تتجه نحوها أنظار عشاق الروزنيري وهم يحلمون بالتغيير، أما فريقهم فيجري حالياً جراحة تجميل الوجه، وعلى الرغم من أن النتائج لم ترق بعد إلى مستوى الطموحات لكن هناك من الإيجابيات ما يستوجب الصبر. العامل المفصلي ويجد المدرب فنسنزو مونتيلا، مثلما يحدث في مثل هذه الظروف عندما يناضل الفريق لاستعادة مستواه السابق، نفسه في دائرة اهتمام وغضب جمهور الفريق الذي يعتبره مسؤولاً عن الوضع المتدني الحالي. الكل يذكر ما تعرض له مونتيلا عام 2016، وما أحدثه من تغيير تحت ظروف غاية في الصعوبة. الآن تغير العالم من حول الفريق، ومثلما حدث لـ (دومو و سان سيرو)، تجري أعمال هيكلة جديدة على أنقاض القديمة، هذا التجديد بحاجة إلى الوقت، وإن كانت المخططات جاهزة على الورق. 5 مطالب للتنفيذ عند تولي مونتيلا تدريب الفريق، كانت أمامه ورقة عمل تحتوي على خمسة متطلبات واجبة التفعيل، لاستعادة اللاعبين مستواهم الذي جعل جمهورالنادي يلتف من حولهم. - الأول يتمثل في إعادة ترميم خط الدفاع، بعد أن تلقى مرماه 50 هدفاً موسم 2014 - 2015، و43 هدفاً موسم 2015 - 2016. - يتعلق الثاني بالاستفادة من نظام الناشئين لرفد التشكيلة الأساسية، حيث لم يكن ميلان يملك المال الكافي لدعم التشكيلة باللاعبين خلال ميركاتو الانتقالات، والجانب الإيجابي أن الفريق ينفذ خططاً إيجابية لتطوير قطاع الناشئين والشباب، فجرى الأمر بالنسبة لمونتيلا على خير وجه. - ويتجسد المطلب الثالث في الانتباه والجهوزية فيما يخص الأمور التكتيكية والاستراتيجية. وسبق لمارسللو ليبي أن نصح جيانلوكا فيالي عند بداية مشواره التدريبي، بأن يبرز الاستراتيجية على التكتيك، خصوصاً في وجود لاعبين يجري تدويرهم ولا يشاركون دائماً مع الفريق. - ويتمثل الرابع في إعادة إيجاد الهوية الميلانية، والسماح لجمهور الفريق بالتواصل مع النادي الذي استماتوا أخيراً في دعمه وتشجيعه. - أما المطلب الخامس والأخير فهو أن يطبق جميع ذلك وهو مدرك لجميع التوقعات، حيث الهيمنة لم تتم بعد، والواجب على الروزنيري أن يعيش على مستوى إمكاناته. نتائج إيجابية عند ختام موسم 2016 - 2017، راجع مونتيلا جدول أعماله فوجد النتائج إيجابية. تحسن وضع الدفاع تحسناً ملحوظاً، تأهل الفريق إلى بطولة يوروبا ليغ، وأحدث جيجيو دوناروما ثورة بين الخشبات. والواقع أن ثورة دوناروما أسهمت في نجاح النقطة الثانية، حيث برز هو وعدد من اللاعبين صعوداً إلى دوري الأضواء، ومنهم مانويل لوكاتيللي، الذي يقدم أداء متميزاً. كذلك تحول التكتيك إلى هجومي سلس يشار إليه بمسمى (بيبي ميلان)، وأعرب الجمهور عن رضاه حول التقدم الذي أحرزه مونتيلا مع الفريق، وأصبح المستقبل واعداً، ونجح مونيلا بالعلامة الكاملة. حدث لغط كبير بشأن الاستثمار القادم من الشرق الأقصى، الفريق المتجدد بالكامل، النتائج الإيجابية أمام يوفنتوس، الديربي، والخسائر الأخرى التي تعرض لها الروزنيري، الموسم الذي توقعه الكثيرون ناجحاً شابته الكثير من الإخفاقات، وإن لم تكن النتائج سلبية بالكامل، النتائج الإيجابية الأخيرة أمام كييفو والفوز على يوفنتوس تحمل مبشرات بتحسن الوضع مع مرور الوقت، والرسالة وصلت مونتيلا. لكن قبل أن تصل وسائل الإعلام والجمهور إلى استنتاجات متسرعة يفرص السؤال نفسه: هل يستوجب على مونتيلا العودة إلى الإيجابيات الخمسة للموسم الماضي مجدداً؟ وعلى الرغم من اكتساب النوعية المطلوبة، يبدو الدفاع بحاجة إلى المزيد من التدعيم، لكن تحقيق ذلك يحتاج إلى الزمن والعمل الجاد، وهذا يتطلب تبني استراتيجية تكتيكية جديدة، وهو ما لا يمكن تنفيذه بين ليلة وضحاها. كذلك عليه استخلاص أفضل ما لدى قطاع شباب العام الماضي، خصوصاً مع تكاثر حركة استقدام النجوم، وكمية المال المستثمرة في ذلك. بوجود مونتيلا أو غيابه، تبدو هذه المشاكل حقيقة واقعة في ميلان، وستظل موجودة سواءاً معه أو من يخلفه من المدريبن، وربما يكمن السبب في مقولة اللاعب ماركو فاسون «ميلان ذاهب في الاتجاه الصحيح» وهي تثبت أنه يعي حقيقة واحدة، تتمثل في أن مونتيلا أثبت في أحلك الظروف مقدرته على إيجاد الحلول اللازمة، بدليل النتائج البادية للعيان في أعين جميع المتابعين. تسمح الإدارة الجديدة الآن والمستثمرون الجدد لمونتيلا بتكرار مخطط الموسم المنصرم مرة أخرى، ميلان المدينة تملك خاصية مبهرة، وهي المقدرة على صناعة المؤسسات العظمى، والتي لا يمكن إنجازها بين ليلة وضحاها، بل تحتاج إلى الوقت والصبر حتى تختمر وتكتمل، ومثلما صبر سكانها على مشروعي دومو دي ميلان وملعب سان سيرو العملاق، فهم على استعداد للصبر على مونتيلا لاستعادة أمجاد الروزنيري وميلان، فهل ينجح؟