الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

جمهورية حزب الله

هل كانت استقالة سعد الحريري المفاجئة (سيناريو) دفعته إليه السعودية لتأجيج المنطقة، كما يزعم الموقف الإيراني المعادي للمملكة العربية السعودية بكل مكوناتها .. أم أن السيل قد بلغ الزبى بالنسبة لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي خاض حرباً خلف الكواليس قدم فيها تنازلات لحزب الله وحتى لدمشق يشيب لها الولدان. لبنان لم يعد الجمهورية اللبنانية، كما السابق، إحدى الدول العربية، بل أصبح «جمهورية حزب الله» الذي يتبع للجمهورية الإيرانية التي تتحكم به، ومن ثم تحكم لبنان. استقالة الحريري قبل يومين كرامة بعدما أعيت التنازلات التي قدمها أن تستجلب كرامة، فهل يعقل وجود قوة عسكرية من فتوات وبلطجية وسلاح مدخر في بلد ما غير خاضع للحكومة، كما هو الحال مع الحكومة اللبنانية وحزب الله؟ اليوم .. اللون الأسود في لبنان لا ينبئ عن سود الوقائع، بل هو سواد العار الذي يمرمط نساء الضاحية الجنوبية .. العار ليس كما تحاول دول الممانعة أن تفصّله على مقاسها، وتستجلب قضايا مزيفة، بما يناسب أجندتها، بل أن تترك نساء يصرخن ويتزلفن أمام بيوتهن خوفاً من التصفية. سيدات آل شمص نساء الضاحية الجنوبية، واللاتي انتقدن حزب الله بعدما تعرضن للإيذاء في أرزاقهن، وجرى اختطافهن من قبل عناصر من الحزب قائلين لهن: «نحن الدولة» .. إحداهن، بعدما لقت تهديداً بلطجياً من الحزب، عمدت إلى كتابة رسالة اعتذار لرئيس الحزب جاء فيها: «أتقدم من سماحة العشق المؤتمن على الأرواح سماحة السيد حسن نصرالله بخالص الاعتذار والمودة والحب والسماح عما بدر مني» .. فهل هذه لغة تكفل للمرأة العربية كرامتها؟! أم أن نساء آل شمص وقعن بين فك لا يرحم .. فك حزب الله. الحريري حر .. هو ليس ابناً للضاحية الجنوبية .. هو ابن لبنان .. ابن رفيق الحريري الذي في عهده تعافت لبنان من جراحها .. سعد الحريري عندما قدم تنازلاته قدمها من أجل لبنان الوطن، لا من أجل سماحة العشق الممنوع .. أو المؤتمن، على رأي ندى آل شمص، لذا فإن استقالته ليست «سيناريو» كما ترى وزارة الخارجية الإيرانية. [email protected]