الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

التعقيد يقوّض أدب الجريمة

اعتبر اختصاصيون أن العلاقة بين القارئ والرواية البوليسية معقدة، مبدين أسفهم لتراجع وضعف الأدب البوليسي العربي بسبب التقليد والتعقيد وعدم احترام بعض المؤلفين لعقل وذكاء القارئ. وأشاروا إلى أن الكتابة المتخصصة في الأدب البوليسي تتطلب اشتراطات أدبية تستلزم سبك حبكة قصصية متينة تستند إلى الإثارة والتشويق اللذين يجذبان القارئ، إضافة إلى امتلاك الكاتب ناصية اللغة القوية والسهلة التي تبتعد عن الزخرفة الأدبية المعقدة. واستقطبت الرواية البوليسية العربية عدداً كبيراً من زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب وتحديداً الفئة الشبابية، بحسب ما أفاد أصحاب دور نشر مشاركين في المعرض. وأكدوا أنه على الرغم من التحديات التي تواجه هذا النوع من الأدب المتخصص، فإنه يشهد جماهيرية كبيرة من الشباب، ما يبشر في المستقبل ببروز كتاب متخصصين في هذا المجال. من جانبه، أفاد المشرف في دار «بلاتينيوم بوك» الكويتية للنشر محمد الغريب بأن الإقبال لافت وكبير من قبل القراء وخصوصاً الشباب على كتب الجريمة المستوحاة من قصص واقعية، ما يؤكد على تمكن أدب الجريمة من تحقيق مكانة عالية وقفزة هائلة في السنوات الأخيرة. وأردف أن الرواية البوليسية تحظى منذ إصدار أول عمل لها قبل أكثر من 200 عام بشريحة واسعة من القراء من مختلف الأعمار والجنسيات، على الرغم من تواري واختفاء أدب الجريمة أو الرواية البوليسية عن المشهد الأدبي نظراً لأن أولويات الكتاب العرب واهتماماتهم يسيطر عليها هاجس التفكير والبحث عن إجابة السؤال «إلى أين نذهب ؟» في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية التي يشهدها العالم العربي اليوم. من جهتها، أفادت المؤلفة السورية فاتن الحمودي بأن الإقبال على شراء هذا النوع المتخصص من الأدب يبشر ببروز صناعة جديدة في مجال أدب الجريمة. وأوضحت أنه على الرغم من أن هذا النوع من الأدب في العالم العربي تتوافر له كل المحفزات الفاعلة لتحريك المؤلف من حيث وجود عصابات المافيا والمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض وغيرها من أشكال الفساد الإجرامي التي ليس على المبدعين سوى نقلها للمتلقي طازجة كما هي، فإن الكثيرين يرون أن الكتابة في أدب الجريمة درب من دروب المغامرة التي قد تكلف المؤلف الكثير. إلى ذلك، أوضح الكاتب الإماراتي والشاعر مصبح الكعبي أنه على الرغم من وجود النصوص والمواد الخام التي تصلح لكتابة الرواية البوليسية فإن أغلب المؤلفين لا يملكون تقنيات الكتابة حول هذه الأحداث. وعزا الكعبي سبب ضعف الكتابة في أدب الرواية البوليسية إلى حاجة أدب الجريمة إلى إبداع حبكة قصصية متينة تحترم عقل القارئ الذكي والمتمرس بتقنيات كتابية عالية في الاحتراف، إضافة إلى تقليد كتاب الرواية البوليسية الغربيين.