الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مسافر زاده الخيال

لم أجد وصفاً يليق بالكاتب والمخرج الإماراتي مرعي الحليان، أبلغ من مطلع هذه القصيدة التي كتبها محمود حسن إسماعيل، وغناها ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب في العام 1954، فالحليان حيّد الواقع، وأرخى لخياله الأجنحة، فحلّق فوق ما رضي به الآخرون، زاهداً ما خلا المسرح عن كل بريق، مانحاً ما يتصدى لإخراجه من مسرحيات حقوقها كاملة غير منقوصة في أن تعيش أطول فترة وأن يفوح عطرها لأبعد نقطة ممكنة من العالم. في طنجة قبل أيام وعبر بوابة الهيئة العربية للمسرح، أمتع الحليان وفريقه الجمهور المغربي بعرض «المهرجين»، حدثني بفرح كبير عن تفاعل الجمهور مع العرض، وكأنه يخبرني عن منصّات وتتويج وجوائز، فالسعادة التي غمرته وضعتني في خانة فكرية ضيقة وذهبتُ بظنوني إلى أنه نال أهم وأكبر الجوائز، وخاب ظني، فالحليان لا يلتفت للزبد، يقيس نجاح عروضه بميزان الجمهور، ولا شيء غير الجمهور. عروض الحليان محظوظة، مدللة، تجاوز بها ما عند الآخرين بمسافة الحلم الذي يحمله معه أينما حلّ وارتحل، كمسافر زادُه الخيال، وكمبدع زادَه المسرح حضوراً وتواضعاً وإنسانيةً وتفرّداً. [email protected]