الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

أنا أقرأ

اشرب الماء، لتنشط جسمك، تناول الطعام لتسد جوعك، اهتم في صحتك جيداً في شبابك؛ حتى تعينك في الكبر. صحتك أمانة يجب الاهتمام بها، والأجمل اهتمامك بعقلك وتغذيتها بالقراءة والثقافة. تنوير ذاتك والارتقاء بها، يأتي من القراءة فهي غذاء الروح والذات والعقل. القراءة تجعلك أسمى وأرقى وأجمل في نفسك وفي المجتمع الذي تنتمي إليه. بالقراءة يصبح الشخص أعمق فكراً، وأهدأ طبيعةً، فهي تعمق علاقة القارئ بنفسه، تجعله يفكر خارج الصندوق، يتحدى نفسه للارتقاء بها إلى سمو المنطق والحجة والبرهان. من نحن كقراء؟ نحن أمة اقرأ. كفانا هذا المسمى، نزولاً بأول آيةٍ في القرآن، «اقرأ»، يكفينا الإعجاز القرآني بهذه الكلمة، التي ابتدأ بها كتابنا العظيم. إذا ما انتقلنا إلى تأثير القراءة فينا، فأثرها واضحٌ ومهم في جعلنا نتقدم ونتطور في المجالات العلمية والأدبية كافة. أي أمةٍ تهتم بإرث القراءة، ستفخر بها الأجيال القادمة. أثرت القراءة فينا بشكل كبير وشجعتنا على المضي قدماً، نحو التأليف والكتابة، فأصبحت دور النشر تعج بالروايات والقصص والبحوث والدراسات. أصبحنا لا نستطيع إهدار دقيقة من وقتنا من غير الاطلاع والقراءة والتثقف في أي مجالٍ نحب. انعكس حب الآباء والأجداد والوالدين في المنزل للقراءة على الأبناء، وظهر ذلك جلياً في ظهور كثير من الأطفال كقراء متمكنين. بسبب اهتمام الدولة في تشجيعهم، وإبراز دور القراءة وأثرها النفسي والعقلي الجميل والمفيد والمهم في تنمية وصقل مهارات الطالب والطفل، وجعله أفضل فكراً وفصاحةً وبلاغةً وعلماً. أصبح الأبناء والطلاب، يخبرون آباءهم وأساتذتهم بمواعيد معارض الكتاب في الدول الخليجية والعربية، لثقتهم بأنها الشيْء الذي يرضى به الوالدان ويسارعون لاقتناء الكتب والمجلدات ويستثمرون المال بأفضل طريقة. أصبحوا يتنافسون في الاشتراك بنوادي القراءة المنتشرة في المدن والمدارس والأماكن الثقافية في الدولة. الجميل، نجاح الآباء في انعكاس حب القراءة والتدرب عليها بتعويد الأبناء والطلبة والأطفال في قراءة كل ما يمرون عليه، سواء في الشارع وعلى اللافتات، أو المطارات أو مراكز التسوق وغيرها. القراءة فن راقٍ وجميل وممتع جداً، أثرها عظيم في النفس البشرية. القراءة كالزهرة، تطيب بها النفس وترقى بالروح إلى العلا دائماً.