الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«لوفر أبوظبي» والرسالة السامية

لم يأتِ الزخم الإعلامي الكبير والاهتمام الدولي اللافت بافتتاح متحف اللوفر - أبوظبي من فراغ، لأن الفكرة مبنية على حسابات بعيدة المدى، والتكوين المعماري للمكان فيه من الإبداع الكثير، أما المحتوى، فهو رسالة سامية قبل أن يكون قطعاً أثرية ولوحات فنية .. رسالة تحمل الكثير من الدلالات الحضارية، ليس أولها التسامح والمحبة، وليس آخرها الدعوة الواعية للسلام .. كل ذلك ينطلق بتوظيف الفن والتاريخ لإرساء القيم الرفيعة، وعبر تلك الرسالة تزداد صورة دولة الإمارات ألقاً على ألق. يؤكد أهمية متحف «اللوفر أبوظبي الذي افتتحه أمس الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يرافقهما في الافتتاح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون .. وحضور عدد من قادة الدول مثل الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، والرئيس محمد أشرف غني رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية وعدد كبير من ممثلي دول من مختلف القارات. وإذ يشكل المتحف رابطاً بين ثقافتنا العربية وثقافات الأمم، فإنه بذلك يحقق رؤية طالما حلم بها المعتدلون في مجتمعاتنا، وهي «الوسطية» المحمّلة بالتسامح والمحبة والتي تؤسس لمفهوم عميق لحوار الحضارات .. فحين ينطق التاريخ بإبداعاته والعصر الحالي بمكوناته في مكان واحد من عالمنا العربي فإنه الرد القوي على كل من يتهم الأمة بما ليس فيها، أو من ينسب أفعالاً غير سوية من أفراد شذوا وتطرفوا .. إلى مجموع كامل. ويأتي قول الرئيس الفرنسي ماكرون أمس الأول خلال الافتتاح: «إن ميلاد صرح ثقافي عالمي في العاصمة الإماراتية هو أكبر رد على أولئك الذين يريدون تدمير الإنسانية، ليمثل صوت الحقيقة، فالإنسانية لن يهزها المتطرفون أو أعداء الحضارة، مادام المخلصون يبنون جسور الحضارة .. وأما أعداء الجمال فسوف ينتهون، ويبقى متحف «اللوفر أبوظبي» شامخاً».