بائع أمازون

لا تنتظر أن تسنح لك الفرص غير العادية، بل انتهز الفرص العادية واجعلها عظيمة - إبراهيم الفقي، رحمه الله. تخرج راين غرانت من جامعته في تخصص أحبه وهو «المحاسبة»، ومن حسن حظه أنه حصل على وظيفة «محاسب» في إحدى الشركات سريعاً، وبالسرعة نفسها اكتشف راين أنه في المكان غير المناسب، بأن يكون تحت سيطرة مدير يتحكم في وقته حتى الساعة السادسة مساء. في مرحلته الجامعية، بدأ راين مشروعاً تجارياً صغيراً بأن يبيع بعض الكتب عن طريق موقع أمازون الشهير، وبدأ يحقق أرباحاً بسيطة، ومع ضغط الدراسة، ومشقة اختيار الكتب وشحنها للعملاء، وكذلك ضعف الأرباح قرر أن يتوقف، وجعل من تجربته هذه درساً استفاد منها لاحقاً. في سبتمبر من العام 2013 قرر راين ترك عمله في شركة المحاسبة، والتفرغ الكامل لمشروعه الجديد، فكرة عادية جداً جعلت منه مليونيراً في غضون أربع سنوات، حيث بدأ يستهدف المحال الكبرى مثل وول مارت وتارغت في أوقات التخفيضات ويشتري منها ما يستطيع، ومن ثم يعيد بيعها على موقع أمازون، مثلاً يشتري منتجات أعياد الكريسماس بعد موسمها، واستغرب أن الكثير من الناس ترغب في شرائها، وبعد مرور أشهر بدأ يقيس رغبات المتعاملين، ويوفر لهم ما يريدون. بدأ راين يعمل لمدة 30 ساعة أسبوعياً في البحث عن المنتجات الموجودة في التخفيضات، ويخصص 15 ساعة لتغليفها وشحنها، حتى امتلأ بيته من كثرة الصناديق. وهنا قرر راين تعيين أول موظف لمساعدته مع تأجير كراج خاص للتخزين. اليوم، يعمل لدى راين 11 موظفاً، مع مخزن كبير، تتجاوز مبيعاتهم 200 ألف دولار شهرياً مع الوصول لمبيعات بلغت ثمانية ملايين دولار منذ إنشاء الشركة. راين مستمتع في عمله، بل أصبح يقوم بتدريس تخصص التجارة الإلكترونية في الجامعة لطلبة لديهم شغف البدء في عملهم الخاص. مشروع راين يثبت أن النجاح لا يستلزم فكرة عبقرية، أو شخصية خارقة وذكية، بل الجد والاجتهاد والحرص على خطو الخطوة الأولى بلا تردد. [email protected]