الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الإمارات والالتزام الدولي

ستظل سياسة الإمارات الخارجية وتعاملها مع القضايا المختلفة نموذجاً يحتذى في كيفية احترام القوانين والمعاهدات الدولية، والتي تقوم على مبادئ ثابتة في مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى مع الالتزام التام بكل المواثيق والمعاهدات الدولية. في ضوء هذه الرؤية يمكن فهم تعامل دولة الإمارات مع ما أقدم عليه نظام الحمدين في قطر من مخاطرة غير محسوبة العواقب من خلال اعتراض قاذفاته المقاتلة لطائرتين إماراتيتين كانتا في طريقهما إلى البحرين خلال رحلتهما الاعتيادية، في انتهاك صريح وخطير لكل القوانين الدولية. ولأنها دولة تعي مسؤولياتها تماماً فقد حرصت الإمارات على مخاطبة منظمة الطيران المدني الدولي بشأن الانتهاكات القطرية الخطيرة، واطلاع رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمينين العامين لمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والدول الثلاث الأخرى التي تشترك معها في مقاطعة قطر، على تطورات هذه العملية وكيف تمت من خلال الدلائل والبراهين الموثقة. وفي هذا السياق جاء اللقاء الذي نظمته وزارة الخارجية والتعاون الدولي في أبوظبي وحضره سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والسعودية والبحرين ومصر، والذي أوضحت خلاله حقيقة التصعيد القطري المتمثل بتهديد الطيران المدني والعسكري وتفنيد ادعاءاتها باختراق طائرة عسكرية إماراتية لمجالها الجوي، حيث تم تقديم عرض تضمن إحداثيات وصوراً من الرادارات موثقاً الإنتهاكات القطرية. كما حرص ممثل القوات المسلحة على أن يستعرض مسار الطائرة العسكرية الإماراتية التي زعم الجانب القطري أنها اخترقت مجالهم الجوي، مؤكداً بالإحداثيات وصور الأقمار الصناعية أنها كانت تطير فوق المجال الجوي الإماراتي في منطقة تدريب متعارف عليها لدى البلدين وخارج الأجواء القطرية. وقد لخّص وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش خلال اللقاء الموقف بقوله "إن ما قامت به السلطات القطرية بحق الطائرات الإماراتية وسلامة الملاحة الجوية يؤكد عزمها على مواصلة تصعيد الموقف وأن ما حدث لم يكن مصادفة وإنما هو تصرف ممنهج ويمثل كارثة لأنه يعرض حياة المدنيين للخطر". كما أكّد الدكتور قرقاش أن رد دولة الإمارات على الانتهاكات القطرية سيكون متزناً وقانونياً هدفه أمان الأجواء وسلامة أرواح الركاب، وحذّر من أن أيّاً من هذه الحوادث كان بإمكانها أن تؤدي إلى كارثة تطال حياة المدنيين. خلاصة القول.. ستظل رؤية الإمارات وحكمة قيادتها درساً ومنهجاً للجميع، وليت الآخرين يفهمون ذلك. كاتب صحافي [email protected]