الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

تشكيل بحركات الدراويش

استحضرت الفنانة الهندية ريا شارما الدراويش بحركاتهم الصوفية المتقنة لتعزف بريشتها وفرشاتها «لحن التأمل» على وقع خطواتهم المتمايلة، فهامت الألوان وجداً، وتراقصت اللوحات شوقاً، وجذبت العقول والقلوب عند سماعها أنشودة العشق الإلهي، وكأن المشهد البصري التشكيلي تحول إلى حضرة ذكر تحفها التجليات الربانية. أبدعت شارما في معرضها «لحن التأمل» 15 لوحة صوفية موسيقية، ألحانها صاخبة ورسوماتها كالدوامات الحركية تجعل المتلقي يتماهى مع الأنغام الطربية والرقصات البهلوانية والفنون التكعيبية. ويحتضن غاليري زي في دبي المعرض الذي سعت عبره الفنانة الهندية إلى طرح فكرة متكاملة حول حركات الدراويش، باعتبارها شكلاً من أشكال التنقية الذاتية (التأمل)، متكئة على ألوان صاخبة خصوصاً الأصفر والأحمر والأزرق. استخدمت شارما في لوحاتها أكثر من أسلوب فني، بداية من الأسلوب التكعيبي، وصولاً إلى أسلوب دمج الماضي بالحاضر، وتمثيل وجهات نظر مختلفة للموضوع ذاته في صورة واحدة، عبر منظور متعدد ومختلف في كل مرة، عبر بناء شبكة من الخيوط المشتركة بين الحركات والأشكال الهندسية المتناغمة. وأوضحت الفنانة ريا شارما أنها تحاول في أعمالها تحليل الأشياء وتفكيكها، وإعادة تجميعها في شكل مستخلص، معالجة المواضيع التي تطرحها عبر منظورات عدة، مبينة أن الفن بالنسبة لها ليس للعيش لكنه وسيلة فقط، مشيرة إلى أن أفكار الأعمال في المعرض تتعلق بالأشياء التي تتجاوز محيطها من قيم وعواطف وشغف. وذكرت أن البشر يحتاجون إلى السفر لدواخلهم، إنه عالم جديد كلياً، محاولة عبر لوحاتها الاتصال بعالمها الداخلي لتضفي على أعمالها شيئاً من النقاء والسكينة، مركزة في كل لوحة على الجمال الداخلي والقوة الكامنة في دواخلنا. وحول اختيارها التأمل ثيمة عامة للوحاتها، أفادت بأنها وجدت طريق التأمل مصادفة فقررت أن تتبع قلبها، مبينة أن الإلهام الحقيقي يأتي من الداخل وليس من المحيط الخارجي. وتسعى الفنانة الهندية إلى تنويع مضامين الأعمال، على الرغم من أن شغفها الحقيقي يكمن في العزف على أوتار المدرسة التكعيبية، لأن مواضيعها أحادية اللون، إلا أنها تعرج من حين إلى آخر على الخط العربي مستلهمة روحانياته ومنحنياته وجمالياته اللامتناهية.