الفوبيا المجتمعية

الكل في هذا الوقت يسعى للشهرة والانتشار، لأنهم يظنون أنهم سوف يذوقون الشهد من ورائها. هذا المفهوم خاطئ ومن الممكن أن يكون سبب تعاسة شخص أو دماره نفسياً، فمن يظن بأن الشهرة بوابة لمصدر الرزق والجاه والسمعة، ومثلما وضح بعض المشاهير بطريقة غير مباشرة، بأن المميزات تهطل عليهم كالمطر، ولكن ما النهاية وإلى أين سوف تصل بشهرتك التي لا أساس لها؟ تعرض أحد المشاهير لضغوطات نفسية بسبب المجتمع الذي يريد منه أن يمشي على مزاج الشارع، وأن يتحدث في حساباته الخاصة عما هم يريدونه، لا عما هو يريد، وأن يحتمل منهم الإهانة أو السب وحتى القذف في أهله لأنهم في النهاية جمهور، وسواء كان فناناً أو شخصاً عادياً وزادت شهرته، فيجب عليه أن يذوق الويل مع العسل في آن واحد. البعض يصاب بالفوبيا المجتمعية، ويبدأ باللجوء إلى الوحدة والجلوس مع الجدران، يبتعد عن المناسبات الاجتماعية والظهور العلني خوفاً من أن يتعرض إلى موقف محرج أو مهين من قبل الحضور، ويظل هذا الشخص المصاب بالرهاب من التجمعات والمشي حتى في الأسواق من أجل شراء أساسياته الحياتية، لأنه بكل بساطة لم يركب موجة ما يطلبه منه الجمهور المتفرغ، ويجبر كل شخص على أن يتحدث بالنيابة عنه حتى يرتفع، كي يطبلوا له أو يقع كي يشمتوا به. من الآخر: «لا تصير مشهوراً في مجتمعات فاضية». [email protected]