السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

حريق الفجيرة المأساوي

صحت عروس المنطقة الشرقية، إمارة الفجيرة، صبيحة يوم الاثنين المنصرم، على فاجعة حريق أودى بحياة سبعة أطفال من أسرة واحدة، جراء انفجار جهاز التكييف في الغرفة التي كان يرقد فيها الأطفال. من أشد الحوادث إيلاماً، حينما يقع حريق في بيتك، وعامل الزمن يحول بينك وبين أغلى ما تملك: «عيالك»، فعامل الوقت قد يحدث فارقاً كبيراً في التقليل من نسبة الخسائر، وبخاصة البشرية. عدم وجود أجهزة إنذار ذكية لكشف الأدخنة في معظم البيوت السكنية، يعد أحد عدة أسباب لاتساع حوادث الحرائق على وجه الخصوص، في عموم إمارات الدولة، فحادثة حريق الفجيرة، ذكرتني بحادثة وفاة سيدة الأعمال أميرة بن كرم وشقيقتها ووالدتها في إمارة الشارقة عام 2016، الذين قضوا جميعهم اختناقاً، بسبب ماس كهربائي في المنزل. فبعض البيوت، ذات طابع بناء قديم، وبطبيعة الحال، فإن معظم التمديدات الكهربائية فيها شبه منتهية الصلاحية، وبعض المنازل الحديثة، وبسبب تلاعب بعض المقاولين في مواد البناء، فإن مواصفات التمديدات الكهربائية ليست متينة، ولا تتناسب مع قوة الضغط الكهربائية للمنزل، والبعض الآخر من المواطنين يستسهل تزويد مسكنه وهو قيد الإنشاء بشبكة كهربائية متينة مطابقة للمواصفات، بينما لا يبخل في التشطيبات الأخرى للمنزل، والبعض الآخر من يُحمّل بيته أكثر بكثير من طاقته الاستيعابية بالرغم من علمه بذلك، فيحدث الحريق، بسبب كثرة الأجهزة المشغلّة وضغطها الكهربائي المرتفع، وبخاصة أجهزة التكييف في فصل الصيف. كما يعمد بعض السكان إلى تجاهل ضرورات الصيانة الدورية على الأجهزة والتأكد من صلاحيتها وصلاحية التمديدات الكهربائية، وحرصه باتباع إجراءات السلامة، كضرورة وجود طفاية للحريق في المنزل على أقل تقدير. وبعد الأوامر العليا السامية، بضرورة توفير أنظمة ذكية للحماية من الحرائق متصلة بغرفة العمليات في وحدة الدفاع المدني مباشرة، في كافة البيوت السكنية للمواطنين، نتمنى على جميع المواطنين التكاتف لتنفيذ مشروع الحماية على مستوى إمارات الدولة كافة، وعدم التهاون في مسألة توفير شروط الأمن والحماية والسلامة في بيوتهم، والله نسأل بأن يتغمد الأطفال السبعة بواسع رحمته، وأن يربط على قلوب ذويهم ويلهمهم الصبر والسلوان في مصابهم الكبير الأليم، ولا حول ولا قوة إلا بالله. [email protected]