الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

صوتٌ من الماضي

- المدفع شرس على الأعداء، لكن قصبته عندما تشعر بشيطنة الأطفال تتحول إلى قصبة ناي، أما هم فيصعدون على أكتافه كما يصعدون على أكتاف أجدادهم، وهو الأكثر شبهاً بالأجداد، حتى بالانحناءة للأمام. - الأم الأكثر حساسية تجاه الأشياء العنيفة تعطي ظهرها لاتجاه فوّهة المدافع، لا يرعبها شكل المدفع، لكن فكرة البارود والملح والغزاة لا يمكن أن تتسق مع الأمومة. - لأنه رمز الحماية في الماضي، أصبح رمز الأمان في الحاضر، هذه الثنائية ينبغي ألا تغيب عن أذهان الجيل الجديد. - المدافع كانت صديقة الحدود، أصبحت صديقة الأرصفة، لكنها تحظى بالتقدير والتبجيل تماماً كقدامى المحاربين الأشاوس. - ليست مجرد آلات عتيقة توضع للزينة، إنها مملوءة بالحكايات والأسرار والتضحيات، جوفها محشوّ بالذكريات، ومقبض زنادها يحتفظ ببقايا دماء قبضات الرجال الذين ساقوا أرواحهم مهراً لبقاء الوطن عالياً. - لا يمكن أن تطيل النظر في الصورة من دون أن تشعر بضجيج المعركة، ورائحة البارود، وتسمع صهيل الخيل وصليل السيوف، بل وسترى بوضوح ملامح أحد الفرسان الذي لم يمنعه غبار المعركة، وإعياء الحرب من أن يرسم ابتسامة واثقة تطمئن الوطن بأنه بخير.