الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

ألم تكفِ النعجة «دوللي»؟

يكاد يكون لكل شيء ثمن يقابل خدمته في هذا العالم، حتى الهواء الذي نتنفسه، ثمنه حرق سعرات حرارية. ماعدا الكلمة التي يكاد ثمنها لا يتجاوز ثمن الحبر والأوراق التي كتبت عليها، هذا من جانب. ومن جانب آخر، على هذه الكلمة مقاومة وباء القص واللصق الناخر في سمة عصرنا التكنولوجي. نتفاخر بمقولة فلان بن فلان فقط حين تكون عظامه قد أصبحت «مكاحل» ولن يفيده هذا الإطراء بشيء! في حين نتجاهل ونتغاضى عمن يحفر بمعاول روحه، طموحه وثقافته طريقاً نحو عالمية فلان بن فلان. نعم، مازالت تسلب فلذات كبد الأفكار والمنتوج الثقافي مئات المرات يومياً، دون نسبها لأصحابها، ودون استئذانهم أيضاً. لا يمكننا مجادلة بائع قد طبع على منتوجه سعراً، أما في عالم الكتابة فصرّحنا لأنفسنا بأن نحدد مقابل الاستحواذ عليها، والثمن بضع أونصات من علامات تنصيص مائلة، أو التكرّم بكلمة بين قوسين (اقتباس). هنا أستفسر؛ ألا تكفينا سكاكين الإعلام الإلكتروني وقد وجّهت نُصلها نحو نحر استمرارية تدفق الإنتاج الفكري؟ ألم يكف فشل تجربة النعجة «دوللي» ليكون خير مثال على أن الاستنساخ لا خير فيه، وأنه لن يضيف شيئاً للعالم؟ إن كان الجواب نعم؛ إذن علينا أن نبدأ حملة نبذ الأقواس والاقتباس. علينا التحقق من مصادر الأقوال والأشعار والنثر، ونسبها لأصحابها. أو لنكتف بأن تكون هوامش صفحاتنا لما يخصّنا فقط. [email protected]