الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

لغتنا ضامن وجودنا المستقبلي

يصر الرئيس الفرنسي على تعزيز اللغة الفرنسية وتمجيد فكرة الفرنكوفونية، فاللغة حياة وفكر وثقافة وارتباط ذهني بشكل أو بآخر بين الناطقين بها، باختصار اللغة هي السبيل الأمثل لنشر حضارته ونمط حياته وثقافته. في الرابع والخامس عشر من الشهر المقبل تستضيف العاصمة الفرنسية مؤتمراً كبيراً، سيطلق من خلاله ماكرون خطة طموحة للفرنكوفونية، يحلم عبرها أن تغدو الفرنسية اللغة الأولى في إفريقيا، وربما في العالم في ما بعد. إلا أن مسألة الفخر باللغة غير كافية ليتحقق لها الحضور المطلوب. فالفرنسية اليوم في مقدمة اللغات المنطوقة في العالم المعترف بها مثل العربية، لكنها تفتقر إلى النفوذ في القطاعات الرئيسة مثلها في ذلك مثل لغتنا، التي لا وجود لها في الأوساط الأكاديمية والأعمال التجارية والعلوم والسياحة والرياضة وغيرهم، حتى إن ماكرون نفسه يعطي معظم مقابلاته باللغة الإنجليزية للقنوات غير الفرنسية. بالنسبة لنا لا يجوز حالياً أن نتطلع إلى ما يصبو إليه الرئيس الفرنسي، لكن حفاظنا بكل الطرق على لغتنا من زحف اللغات الأجنبية والتكنولوجيا عليها، هو السبيل الوحيد للحفاظ على تراثنا وهويتنا وثقافتنا ووجودنا. [email protected]