الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

خزان الحوثي البشري ينفد.. والنساء وقود حرب الانقلابيين

بعد نفاد خزان الحوثي البشري من التابعين والموالين لميليشيات الحوثي الإيرانية نتيجة الضربات المتتالية والموجعة من قبل الجيش الوطني اليمني بدعم وإسناد من التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وما نتج عنها من مقتل قادة وعناصر الميليشيات الانقلابية، لم يجد الحوثي سبيلاً إلا اللجوء إلى النساء لدفعهن قسراً إلى جبهات القتال. وارتفعت معدلات تجنيد النسوة قسراً في صفوف ميليشيات الحوثي الإيرانية، بنحو 80 في المئة مع تنامي ظاهرة اقتحام نساء مسلحات منازل عائلات حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، ونشط دور الكتائب النسوية الإرهابية بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في الرابع من ديسمبر 2017. وفي الـ 15 من يناير 2017 نشرت ميليشيات الحوثي صوراً لنساء وقاصرات يحملن أسلحة خفيفة وأجهزة صواعق كهربائية وألغام، واصفة إياهن بكتيبة الزهراء، في تكرار لاستغلال نظام ولاية الفقيه النساء طائفياً في صراعاته الخارجية والداخلية ومع استمرار التمرد الحوثي وسيطرته القمعية على العاصمة صنعاء تجد اليمنيات بضمنهن الحوثيات أنفسهن أمام مهام لم يعهدنها يوماً، فهناك حوثيات مهمتهن تجنيد الأطفال للقتال، ويرغمن على تبني أفكار وقيم دخيلة على مجتمعاتهن في معركة إيديولوجية اختارتها إيران لهن ولأبنائهن وأزواجهن، إذ أجبرت الميليشيات نحو 400 إمرأة يمنية على حمل السلاح والانخراط في كتائب ذات طبيعة إرهابية بحسب أرقام أعلنتها الناشطة اليمنية ناديا السقاف في مقال نشره منتدى فكرة التابع لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. ويبرز دور المسلحات في تفتيش النساء وتعذيبهن من اللائي يعلن رفضهن تجنيد أطفالهن في صفوف الميليشيات أو يعارضن سياساتها، وقد دربت النساء على تفريق المظاهرات والاحتجاجات النسوية واستخدام السلاح الخفيف والصاعق الكهربائي، ونفذن اعتداءات دامية على المتظاهرات في السادس من ديسمبر الماضي في ميدان السبعين وسط صنعاء، كما أن من بين مهامهن أيضاً إدارة حسابات إلكترونية خصصت للاستدراج، وبحسب تغريدة دونتها الأمين العام المساعد لشؤون منظمات المجتمع المدني في حزب المؤتمر الشعبي العام، فائقة السيد باعلوي فإن «مجموعات كبيرة من النساء المسلحات يطلق عليهن الحوثيون اسم كتائب (الزينبيات) يقتحمن الآن منازل المواطنين، ويفتشن النساء مثيرين الصراخ والرعب والعويل في بيوت أهلنا الآن بصنعاء وبحماية مدرعات وأطقم وآليات الحوثيين الذين لم يكتفوا باعتقال الرجال وأخذ الأطفال رهائن وإعدام بعضهم». ويحتل اليمن حالياً المرتبة الأخيرة عالمياً في «مؤشّر الفجوة بين الجنسين» الخاص بـ«المنتدى الاقتصادي العالمي» ليتراجع 11 مركزاً عن عام 2013، إذ أن نصف نساء اليمن من سن الـ 15 فما فوق يعانين الأمية. وتفتقر نسبة 65 في المئة من النساء إلى خدمات الرعاية الصحية الإنجابية، وتموت ثماني نساء كل يوم في اليمن بسبب مضاعفات الولادة، وبالنسبة للقطاع الاقتصادي فتشكّل النساء أقل من سبعة في المئة من القوة العاملة، ويعمل معظمهنّ في قطاعيْ التعليم والرعاية الصحية، وقد صادر الحوثيون مستحاقتهن فيما يسمح لهن بتلقي الأموال فقط في حال إعلانهن تأييد الحوثي أو الزج بأبنائهن أو أنفسهن في صفوفه. وفي 18 مارس 2013 اختتم «مؤتمر الحوار الوطني» الذي أسس لبناء مجتمع يمني جديد تشكّل صانعات القرار اليمني فيه قرابة 30 في المئة من أصل 565 عضواً، وهدف ذلك المؤتمر إلى وضع الأساس القانوني لحقوق النساء وصيغ دستور جديد لليمن يعترف بمواطنة المرأة الكاملة وبشخصيتها الاعتبارية المستقلة، ما كان سيجعل اليمن في المرتبة الثانية بعد تونس من حيث التمثيل القانوني للنساء في مناصب السلطة بين البلدان العربية، ثم انقلبت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على مخرجات الحوار الوطني وصادر الإرهابيون الحوثيون حقوق اليمنيين وضمنهم النساء، بل واضطهدوهم بتجنيد أزواجهم وأبنائهم قسراً وتجنيدهن أيضاً، ومصادرة رواتب الموظفات اليمنيات واستغلالهن في التزويج ليرتفع معدل زواج القاصرات في اليمن إلى مرحلة الخطر بحسب دراسة أجرتهــا اليونيســف في ســبتمبر 2017، وكشفت فيها أن معـدلات الـزواج المبكـر في اليمن في غضون عامين وصلـت إلى مسـتويات تُنـذر بالخطـر.