الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

زخرفة بالسوارفسكي والذهب

يستكشف الفنان عباس صبري عبر 21 لوحة تشكيلية واقع الحياة الإماراتية بماضيها التليد وحاضرها المبهر ومستقبلها المشرق مستعيناً بالذهب والمعادن وألوان الأكريليك، ساعياً إلى التفكيك وإعادة التجميع والإنتاج للتوصل إلى معاني رمزية ذات دلالات مبتكرة. أبدع صبري لوحاته، المعروضة في وافي سنتر دبي، بالحفر التعبيري والرسم الانطباعي على أسطح المعادن والألمنيوم، مطعماً أعماله بحبيبات السوارفسكي واللؤلؤ والكريستال وخطوط الذهب والفضة. وحول مراحل تنفيذه للوحات، أفاد بأن كل عمل يمر بمراحل محددة وتخطيطات ومسودات وهوامش لتشكل أساس الإبداع الفني، مبيناً أنه لا يؤمن بوجود عمل نهائي لأن هناك بحث مستمر وصيرورة متواصلة لإنتاج الأعمال الفنية. ويرى صبري أنه ينتمي إلى المدرسة التعبيرية، مؤكداً أنه في ظل طغيان الصبغة الرقمية على الأعمال الفنية التي تقدم فإن الفنون الإنطباعية يمكن أن تشهد رواجاً كبيراً على الصعيد الجماهيري. وحول المدة الزمنية التي يستغرقها كل عمل، أشار إلى أن الأمر يختلف بحسب الحجم والشكل إذ يمكن الانتهاء من لوحة صغيرة في يوم واحد، أما بعض الأعمال تحتاج إلى اشتغال فني مركز وقد تطول المدة لعام كامل نظراً لحجم الرسم والزخرفة الذي يتطلب وقتاً وزمناً طويلاً. أما فحوى الرسالة التي تحملها أعماله، فأوضح أن لوحاته محملة بنبضات الحب والسلام والخير وتؤكد على القيم الإنسانية العالية مثل التعايش والوئام، ما يجعل المتلقي يقف أمامها طويلاً متأملاً روحها قبل شكلها الخارجي. وتعبر معظم اللوحات عن التراث الإماراتي وتبرز الملامح الجميلة فيه عبر تصوير وتجسيد الحنين إليه، وكأن الرسومات إطلالة إبداعية ملونة على الماضي، إذ اختار الفنان المعروضات التي تعكس تجربته الإبداعية وتبرز التراث في إطار مبتكر. وجمعت اللوحات بين المعدن والذهب، وأخرى رُسمت بألوان التركواز ودرجات البني المختلفة، مصورة مشاهد ومعالم الحياة القديمة بسفنها وأحجار بيوتها وخيولها، مصطحبة الزوار إلى أعماق التاريخ لتسرد لهم قصص الفريج من ذاكرة المكان التي تفوج بعبق الأجداد. وبدت اللوحات وكأنها مقاطع من حكاية تروى قصة الحنين إلى المنازل القديمة والمهن التراثية، معتمداً على المناظر الطبيعية ومراسي السفن ووجوه الأهالي، وغيرها من مفردات التراث والهوية.