الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الظلام يضيء القرية!

ليلٌ أبيض حالِك، قلبٌ حيٌ وهالِك، دربٌ مغلقٌ وسالِك، هناك وقف زعيم نقابة الخيال، يتحدث عن رقابة الواقع، في قريةٍ ينيرها الظلام ويُعتمها الضياء، بكثرة النفاق وشدة الرياء، فمن الحماقة إفساد الصالح في سبيل إصلاح الفاسد، ومن النذالة إصلاح الفاسد من أجل إفساد الصالح! حيث في الحالة الأولى تُحدِّد النية الطيبة درجة الغباء أثناء تحطيم الأشياء الجميلة لتجميل الأشياء المحطمة، بينما في الحالة الثانية تقر النية الخبيثة درجة اللؤم عبر تجميل الأشياء المحطمة لتحطيم الأشياء الجميلة. في تلك القرية يقتات بعض البشر على رفات الإنسان، لضمان سلامة البشرية على حساب الإنسانية، فتراهم يحبون في العلن ويكرهون في الخفاء، ثم لا تصل أحقادهم حد الاكتفاء، تماماً كالمنشار الذي لا يشعر بقيمة ذاته إلاَّ عندما يقطع الآخرين ويبتر قيمتهم! ولهذا يحكمون عليك من مستوى معيشتك فوق الأرض، ويتناسون أن الألماس لا يعيش إلا تحت الأرض! بل وبكل عصبيةٍ يحلون المشاكل، وكأنهم عاصفة تدمر أكبر وأقوى سفينة، دون أن تقوى على فك عقدة واحدة من حبالها! فَرَض الأخيار ضريبة الخير على الأشرار، فبرأيهم من العدالة ألا يعيش أحداً بِشَر! بينما فرض الأشرار ضريبة الشر على الأخيار، فبرأيهم من الظلم أن يعيش الجميع بخير.