الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الرقص مع الماء

فاتنةٌ يراقصها الماء، وكأنها تحثو المدى بالندى، تفتح ذراعيها فيكاد الماء، لفرط دهشته، أن يتحول غيمة، ولو حضنته لأصبح البحر، وبفستانها القصير ضجيج قبائل الرمّان برقصاتهم الغجرية، ولملامحها صوت فيروز الصباحي، وارتباك الماء إذ يحاول أن يضبط موسيقاه مع قدميها الحافيتين بين رغبة في أن يكون غيمة من صنع يديها أو يكون نهراً تخطّ فيه خطواتها قصائد المدى، لأول مرة يشعر الماء بأنه عارٍ، ويخشى رغبة البلل، تتقدم بنصف خطوة، تمد يدها للماء ليشاركها الرقص، في تلك اللحظة يشعر الماء بأنه ضئيل، وغير مجدٍ، يود لو كان محيطاً، قبلها كان الماء يتباهى بأنه شفاف وجريء، لكنها أعادته إلى سيرة الخجل وسريرته العادية الموغلة في الحياد، ربما هي المرة الأولى التي لا يستطيع الماء أن يعكس الصورة، بل أنه استمتع عندما رأى صورته تغرق بملامح هذه الفاتنة التي يستحم بها الماء ولا تتبلل، وكم هي مدهشة حكاية غرق الماء في حب امرأة تروّض نزوة نافورة، وتعيد لها ملامح الصباح وشيطنته.