الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

جدران

يسرد الروائي «مكسيم ليو» في روايته «ليكن قلبك مستعداً» تجربته مع جدار برلين عبر شخوصه الروائية: «عند بناء الجدار كان فولف في التاسعة عشرة وعند سقوط الجدار كنت أنا في التاسعة عشرة من عمري .. أول ما خطر في بالي عندما وطأت قدماي أرض برلين الغربية هو أني قد نسيت سجائري في البيت. وجدت الأمر مزعجاً جداً لكوني أدخن باستمرار عندما استثار ولم يكن معي عملة غربية لأشتري سجائر. ولم أجرؤ على طلب سيجارة من شخص غريب. فكرت فيما قد يظنه الغربيون بي إن بدأت بالتسول بعد ثلاث خطوات في الحرية. فكرت بالعودة من ثم إلى الغربية ثانية لكني لم أكن واثقاً إن كانوا سيسمحون لي بالمغادرة ثانية». هذا المقطع الذي يظهر أن الحروب تصنع حواجز هائلة بين البشر في أرض واحدة، قسمتها الصراعات السياسية إلى أرضين ووضعت حدوداً ضخمة يفصل بين أبنائها، هذا الجدار الذي صنع غربة هائلة كما أفرز أفكاراً مختلفة عن الآخر في الجهة المقابلة. لكن التجربة البرلينية نجحت في النهاية لاحتواء ذاك الكم الهائل من الاختلافات والصراعات أيضاً. لكن اليوم هناك دول تسعى إلى وضع الحواجز نفسها بين شعوبها، كثير من الدول العربية صارت تنحو إلى صناعة جدران، جدران طائفية وقبلية وعشائرية. جدران من المطامع السياسية يقع ضحيتها شعوب أقصى أحلامها أن تعيش بسلام وكفاء! فهل ستنجو الشعوب مما تسعى إليه التيارات السياسية التي تسحبها إلى هاوية صراعاتها، وتزرع فيهم مطامعها ليكون أداء لبلوغ ما تبغيه من غايات؟ مؤلفة ومدونة